0% found this document useful (0 votes)
38 views

From Bitterness To Joy

Good file to read

Uploaded by

Safwat Samaan
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
0% found this document useful (0 votes)
38 views

From Bitterness To Joy

Good file to read

Uploaded by

Safwat Samaan
Copyright
© © All Rights Reserved
We take content rights seriously. If you suspect this is your content, claim it here.
Available Formats
Download as PDF, TXT or read online on Scribd
You are on page 1/ 64

‫ﻗﻢ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻚ ﻟﻺﺣﺒﺎﻁ‬

‫من املرارة اىل الفرح‬


Originally published in English under the title
From Bitterness to Joy
ISBN 978-1-78263-581-9
Copyright © Derek Prince Ministries – International
All right reserved

‫ديريك برنس‬ ‫ؤل‬ ‫م‬ ‫ال‬

+202 26401580 ‫ر المؤسسة الدولية للخدمات اإلعالمية ت‬ :‫ا‬ ‫الن‬

+202 27797124 ‫ت‬ ‫ىج ىس سنت‬ ‫ال‬ ‫ال‬ ‫تص م ي‬

+202 23374128 ‫ت‬


‫ة‬ ‫ال م‬ ‫اس‬
+201223172090 ‫ت‬
www.dpmarabic.com ‫تو‬ ‫اإلل‬ ‫ال م‬

[email protected] ‫د اإلل تو‬ ‫ال ىتي‬

2020/15279 ‫داع‬ ‫اإلي‬ ‫ر‬

978-977-6194-41-0 ‫ال دو‬ ‫ال ت ي‬

‫جمي حق ق ال ب ف النسخة ال ربية محف ظة © للمؤسسة الدولية للخدمات اإلعالمية‬


‫وال يج ز استخدام أو إ ت اس أي جزء أو رس مات ت ضيحية من ال اردة ف هذا ال تاب‬
‫كال إال بإذن مسبق من الناش‬:‫كل من األ‬: ‫بأي‬
Derek Prince Ministries – International
P.O. Box 19501
Charlotte, North Carolina 28219
USA
Translation is published by permission
Copyright © Derek Prince Ministries – International
www.derekprince.com
202011

Printed in Egypt
202011
‫احملتويات‬

‫‪4‬‬ ‫املقدمة‬

‫‪19‬‬ ‫‪ )1‬الغرض من االختبار‬

‫‪29‬‬ ‫‪ )2‬شجرة الشفاء‬

‫‪41‬‬ ‫‪ )3‬الرب شافينا‬

‫‪51‬‬ ‫‪ )4‬املوت قبل القيامة‬

‫‪61‬‬ ‫نبذة عن حياة الاكتب‬


‫املقدمة‬

‫يعتمــد هــذا اتلعليــم ىلع حادثــة يف تاريــخ شــعب‬


‫اهلل‪ ،‬بنــو إرسائيــل‪ ،‬اختربوهــا مبــارشة بعــد خروجهــم‬
‫املعجــزي مــن مــر وعبورهــم ميــاه ابلحــر األمحــر‬
‫كمــا لــو اكنــوا ىلع أرض جافــة‪ .‬وهــذه احلادثــة مســجلة‬
‫ً‬
‫يف خــروج ‪ .٢٦ - ١٩ :١٥‬أول‪ ،‬ســنليق نظــرة ىلع ذروة‬
‫خالصهــم املعجــزي يف خــروج ‪:21 - 19 :15‬‬

‫َــت ِب َم ْرك ََبا ِت ِــه َوف ُْر َســا ِن ِه ِإ َل ال َْب ْح ِ‬


‫ــر‪،‬‬ ‫ــو َن َد َخل ْ‬ ‫«ف َِــإ َّن َخ ْي َ‬
‫ــل ِف ْر َع ْ‬
‫سا ِئيـ َـل ف ََم َشـ ْـوا َعـ َـى‬ ‫َو َر َّد الـ َّـر ُّب َعل َْي ِهـ ْـم َمــا َء ال َْب ْحـ ِـر‪َ .‬وأَ َّمــا بَ ُنــو ِإ ْ َ‬
‫ف‬
‫ون‬
‫ـار َ‬
‫ـت َهـ ُ‬ ‫ال َْي ِاب َسـ ِـة ِ ي� َو َسـ ِـط ال َْب ْحـ ِـر‪َ .‬فأَ َخــذَ ْت َم ْريَـ ُـم ال َّن ِب َّيــةُ أُ ْخـ ُ‬
‫ـوف َو َر ْقـ ٍـص‪.‬‬‫ـت َج ِميـ ُـع ال ِّن َسـ ِـاء َو َرا َء َهــا ِب ُد ُفـ ٍ‬ ‫الـ ُّـد َّف ِب َي ِد َهــا‪َ ،‬و َخ َر َجـ ْ‬
‫َوأَ َجابَ ْت ُهـ ْـم َم ْريَـ ُـم‪:‬‬

‫«رنِّ ُموا ِل َّلر ِّب ف َِإنَّ ُه ق َْد تَ َعظ ََّم‪ .‬ا ْلف ََر َس َو َر ِاك َب ُه ط ََر َح ُه َما ِ ف ي� ال َْب ْح ِر»»‪.‬‬
‫َ‬
‫املقدمة ‪5‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫حقــا انتصـ ً‬
‫ـارا هائــا‪ ،‬أليــس كذلك؟‬ ‫وقــد اكن ذلــك‬
‫فقــد عــر بنــو إرسائيــل ميــاه ابلحــر األمحــر بمعجــزة‬
‫كأنهــم اكنــوا يعــرون ىلع أرض جافــة‪ .‬ثــم تبعهــم‬
‫عدوهــم‪ ،‬املرصيــون‪ ،‬وأاعد اهلل املــاء ىلع املرصيــن‪،‬‬
‫فجرفتهــم‪ ،‬ووضــع نهايــة لــل قــوة العــدو هــذه الــي‬
‫اكنــت تالحــق شــعبه‪ .‬ولــم ينــج أي مــن املرصيــن‪.‬‬

‫وأنــا متأكــد أن بنــو إرسائيــل قــد اســتنتجوا أن لك‬


‫مشــالكهم قــد انتهــت اآلن وأن بقيــة رحلتهــم إىل أرض‬
‫املوعــد ســتكون ســهلة وخايلــة مــن األحــداث‪ .‬ونتيجــة‬
‫ذللــك‪ ،‬لــم يكونــوا مســتعدين ملــا ينتظرهــم‪ .‬وهــذا مــا‬
‫أعقــب هــذا اخلــاص اهلائــل ‪ -‬يف خــروج ‪:24 - 22 :15‬‬

‫ـوف َو َخ َر ُجــوا ِإ َل‬‫ـن بَ ْحـ ِـر ُسـ َ‬ ‫سا ِئيـ َـل ِمـ ْ‬ ‫«ثُـ َّـم ْارتَ َحـ َـل ُمـ َ‬
‫ـوس ِب ِإ ْ َ‬
‫بريــة شــور‪ .‬فَســاروا ثَالَثَــةَ أَي ف‬
‫ــدوا َمــا ًء‪.‬‬ ‫ــام ِ ي� ال ب َ ِّْ�يَّ ِــة َول ْ‬
‫َــم يَ ِج ُ‬ ‫َّ ٍ‬ ‫َ ِّ َّ ِ ُ ٍ َ ُ‬
‫أ‬ ‫ش‬
‫ــار َة لَنَّ ُــه‬
‫ــن َم َّ‬
‫�بُــوا َمــا ًء ِم ْ‬ ‫ْــد ُروا أَ ْن يَ ْ َ‬
‫َــم يَق ِ‬ ‫ف ََجــا ُءوا ِإ َل َم َّ‬
‫ــارةَ‪َ ،‬ول ْ‬
‫‪ 6‬من املرارة إىل الفرح‬

‫ــار َة [مــارة هــي الكلمــة العربيــة لكلمــة‬


‫«م َّ‬
‫ــم َها َ‬‫ــي ْاس ُ‬‫ــر‪ِ .‬لذ ِلــكَ ُد ِع َ‬
‫ُم ٌّ‬
‫ـر ُب؟»»‬ ‫ش‬
‫«مــاذَا نَـ ْ َ‬ ‫ـوس قَا ِئ ِلـ ي ن َ‬
‫ـ�‪َ :‬‬ ‫"مــر"]»‪َ .‬ف َتذَ َّمـ َـر َّ‬
‫الشـ ْـع ُب َعـ َـى ُمـ َ‬
‫ً‬
‫خالصــا‬ ‫تصــور هــذا املشــهد للحظــة‪ :‬فقــد اختــروا‬
‫رائعــا؛ واكنــوا منترصيــن مبتهجــن؛ وقــد شــعروا أن‬‫ً‬

‫لك يشء اكن حتــت ســيطرة اهلل‪ .‬ثــم يقــال أنهــم قــد‬
‫ذهبــوا إىل بريــة شــور بقيــادة اهلل مــن خــال مــوىس‪.‬‬
‫ويف تلــك الربيــة ســاروا ثالثــة أيــام دون أن جيــدوا‬
‫املــاء‪ .‬وباتلأكيــد‪ ،‬اكن دليهــم إمــدادات طارئــة مــن املــاء‬
‫معهــم يف أوعيــة حفــظ املــاء املصنوعــة مــن اجلــد‪،‬‬
‫إال أنهــا اكنــت قــد قاربــت ىلع االنتهــاء‪ .‬وقــد بــدأ‬
‫ً‬
‫مجيعــا‬ ‫األطفــال واألبقــار يف الشــعور بالعطــش؛ واكنــوا‬
‫متعبــن مــن الرحلــة احلــارة واملليئــة باألتربــة‪.‬‬

‫ثــم ىلع مســافة قريبــة رأوا بريــق املــاء يف هــذه الربكة‬


‫املســماة مــارة‪ .‬وأعتقــد أن بعضهــم جيــب أن يكونــوا‬
‫املقدمة ‪7‬‬

‫قــد بــدأوا بالركــض للوصــول إىل هنــاك إلرواء عطشــهم‪.‬‬


‫إال أنهــا‪ ،‬يــا هلــا مــن خيبــة أمــل مريــرة عندمــا احننــوا‬
‫للــرب! فقــد اكن املــاء مـ ً‬
‫ـرا دلرجــة أنهــم ال يســتطيعون‬
‫الــرب منــه‪.‬‬

‫ً‬
‫مســتعدا ىلع اإلطــاق هلــذا‬ ‫ولــم يكــن الشــعب‬
‫الوضــع‪ .‬ولــم يتمكنــوا مــن تصــور أن مثــل هــذا‬
‫الــيء قــد حيــدث هلــم بينمــا اكن اهلل يقودهــم بالفعــل‬
‫وعندمــا اكن اهلل قــد منحهــم للتــو مثــل هــذا اخلــاص‬
‫واالنتصــار اهلائــل‪.‬‬

‫ـتعد‪ ،‬بينمــا اكن يوجد شــخص‬


‫اكن الشــعب غــر مسـ ٍ‬
‫مســتعد‪ ،‬واكن هــذا الشــخص هــو‬
‫ٍ‬ ‫واحــد ليــس غــر‬
‫اهلل‪ .‬ودعــي أخــرك‪ ،‬أنــه بغــض انلظــر عــن عــدد‬
‫املــرات الــي قــد نشــعر فيهــا بأننــا غــر مســتعدين‪،‬‬
‫فــاهلل ال يكــون غــر مســتعد ً‬
‫أبــدا‪ .‬اهلل ليــس دليــه‬ ‫ٍ‬
‫‪ 8‬من املرارة إىل الفرح‬
‫حالــة طــوارئ‪ .‬وال يواجــه اهلل أبـ ً‬
‫ـدا أي وضــع ال يكــون‬
‫دليــه إجابــة عليــه‪.‬‬

‫واآلن تذمــر الشــعب بينمــا اكن يوجــد رجــل واحــد‪،‬‬


‫أي مــوىس‪ ،‬دليــه الشــعور بالصــاة‪ .‬ويقــدر ادلارســون‬
‫أنــه ربمــا اكن هنــاك حــوايل ثالثــة ماليــن إرسائيــي‬
‫هنــاك‪ .‬ويلتــك تفكــر يف ضوضــاء ثالثــة ماليني شــخص‬
‫يتذمــرون يف وقــت واحــد! أنــا متأكــد أنــه اكن مــن‬
‫الصعــب ىلع مــوىس ســماع صوتــه وهــو يصــي‪ .‬إال أن‬
‫مــوىس قــد فعــل الــيء املنطــي ‪ -‬فقــد صــى ‪ -‬وهــذا‬
‫مــا حــدث بعــد ذلــك (خــروج ‪:)26 - 25 :15‬‬

‫ــج َر ًة َفط ََر َح َهــا ِ ف ي�‬ ‫الــر ِّب‪ .‬فَــأَ َرا ُه َّ‬
‫الــر ُّب َش َ‬ ‫َــر َخ [موســى] ِإ َل َّ‬ ‫ف َ َ‬
‫يضــةً َو ُحك ًْمــا‪،‬‬ ‫َــه ف َِر َ‬
‫ــع ل ُ‬‫ــار ال َْمــا ُء َعذْ بًــا‪ُ .‬ه َنــاكَ َو َض َ‬
‫ــاء ف ََص َ‬
‫ال َْم ِ‬
‫ـت تَ ْسـ َـم ُع ِل َصـ ْـو ِت الـ َّـر ِّب ِإ ِلهــكَ ‪،‬‬ ‫َو ُه َنــاكَ ْام َت َح َنـ ُـه‪َ .‬ف َقـ َ‬
‫ـال‪«ِ :‬إ ْن ُك ْنـ َ‬
‫وتَصنــع الْح ف‬
‫ــق ِ ي� َع ْي َن ْي ِــه‪َ ،‬وتَ ْصغَ ــى ِإ َل َو َصايَــا ُه َوتَ ْحفَــ ُظ َج ِم َ‬
‫يــع‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ‬
‫املقدمة ‪9‬‬

‫صيِّـ ي ن َ‬
‫ـ� ال َ أَ َضـ ُـع َعل َْيكَ ‪.‬‬ ‫ف ََرا ِئ ِضـ ِـه‪ ،‬ف ََم َر ًضــا َمــا ِم َّمــا َو َض ْع ُتـ ُـه َعـ َـى ال ِْم ْ ِ‬
‫ـافيكَ »‪.‬‬ ‫َفـ ِـإ ن يِّ� أَنَــا الـ َّـر ُّب َشـ ِ‬
‫ً‬
‫أول وقبــل لك يشء‪ ،‬أريــد أن أقــول لكمــة عــن‬
‫لكمــة "شــجرة"‪ .‬فــي اللغــة العربيــة‪ ،‬يتــم اســتخدام‬
‫لكمــة "شــجرة" للشــجرة أثنــاء نموهــا‪ ،‬إال أنهــا ال تــزال‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ســتخدم للشــجرة عندمــا يتــم قطعهــا ‪ -‬أي عندمــا‬ ‫ت‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تصبــح لوحــا طويــا أو اعرضــة خشــبية‪ .‬ولــم يظهــر‬
‫مــن هــذه اللكمــات هنــا مــا إن اكنــت هــذه الشــجرة ال‬
‫تــزال تنمــو وأنــه اكن ىلع مــوىس أن يقطعهــا أو مــا إن‬
‫اكنــت شــجرة قــد ســقطت مــن قبــل‪ .‬وأيًــا اكن األمــر‪،‬‬
‫فقــد اكنــت يه املفتــاح هلــذا املوقــف‪ .‬وعندمــا اتلقــط‬
‫مــوىس تلــك الشــجرة وألــى بهــا يف املــاء‪ ،‬أصبــح املــاء‬
‫عذبًــا‪.‬‬

‫ومــن املهــم أن نــرى أن الكتــاب املقــدس ال يقــول‬


‫‪ 10‬من املرارة إىل الفرح‬

‫أن الشــجرة يه الــي جعلــت املــاء عذبًــا‪ .‬فلــم يكــن‬


‫يوجــد أي يشء ســحري يف الشــجرة‪ .‬بــل قــد اكنــت قــوة‬
‫اهلل اخلارقــة يه الــي جعلــت املــاء عذبًــا‪ .‬واكن إلقــاء‬
‫الشــجرة هــو فعــل اإليمــان اذلي أطلق قــوة اهلل املعجزية‬
‫يف املــاء‪ .‬وهــذه يه الطريقــة الــي تنطلــق بهــا قــوة عمل‬
‫اهلل املعجزيــة يف حياتنــا‪ .‬ويتطلــب األمــر عمــل إيمــان‬
‫حمــدد إلطــاق قــوة العمــل املعجزيــة‪ .‬فعمــل اإليمــان‬
‫هــو املفتــاح اذلي يفتــح قــوة عمــل اهلل املعجزيــة‬
‫وجيعلهــا متاحــة يف الوضــع اذلي حنتــاج إيلهــا فيــه‪.‬‬

‫وقــد تــم توضيــح هــذا املبــدأ املحــدد عــدة مــرات‬


‫يف خدمــة انلــي أليشــع‪ ،‬وكذلــك يف العهــد القديــم‪.‬‬
‫فعــى ســبيل املثــال‪ ،‬اكن هنــاك جــدول مــاء بالقــرب‬
‫مــن أرحيــا واكنــت املــاء فيــه ســيئة؛ حــى أن املــاء قــد‬
‫جعــل األرض عقيمــة؛ ولــم يســتطع انلــاس الــرب‬
‫منــه‪ .‬وقــد أخــذ أليشــع بعــض امللــح‪ ،‬وألــى بــه يف‬
‫املقدمة ‪11‬‬

‫ــرأْ ُت ِ‬
‫هــذ ِه ال ِْم َيــا َه‪.‬‬ ‫َــد أَبْ َ‬
‫الــر ُّب‪ :‬ق ْ‬
‫َــال َّ‬‫املــاء‪ ،‬وقــال‪«« :‬هكَــذَ ا ق َ‬
‫ــد ٌب»»‪ ،‬وقــد تــم شــفاء‬ ‫ُــون ِفي َهــا أَيْ ًضــا َم ْ‬
‫ــو ٌت َوال َ َج ْ‬ ‫ال َ يَك ُ‬
‫املــاء‪( .‬انظــر ‪ 2‬ملــوك ‪ .)21 - 19 :2‬لــم يُشــف املــاء‬
‫مــن امللــح‪ ،‬وإنمــا مــن خــال قــوة اهلل اخلارقــة‪ .‬فقــد‬
‫أطلــق إلقــاء امللــح يف املــاء قــوة اهلل اخلارقــة‪ .‬وهــذا هــو‬
‫املبــدأ‪ .‬فعمــل اإليمــان هــو املفتــاح اذلي يفتــح قــوة اهلل‬
‫املعجزيــة‪ .‬ومــن املثــر لالهتمــام‪ ،‬أنــه يمكنــك اذلهــاب‬
‫إىل أرحيــا ايلــوم وســرى جــدول املــاء هــذا يتدفــق حــى‬
‫اآلن‪ .‬وهــم يســمونه جــدول مــاء أليشــع‪ .‬وال يــزال املــاء‬
‫ً‬
‫نــي وعــذب ايلــوم‪ .‬إذا اكنــت تلــك املعجــزة هلــا تأثــر‬
‫طويــل األمــد‪.‬‬

‫ويف موقــف آخــر‪ ،‬واجــه أليشــع بعــض الطعــام اذلي‬


‫قــد تســمم‪ .‬واكن انلــاس قــد بــدأوا يتأملــون‪ ،‬وربمــا‬
‫يموتــون بســببه‪ .‬فأخــذ أليشــع بعــض ادلقيــق‪ ،‬وألــى‬
‫بــه يف اإلنــاء وقــال‪ ،‬يف الواقــع‪« ،‬قــد ُش َّ‬
‫ــي اإلنــاء‪».‬‬
‫‪ 12‬من املرارة إىل الفرح‬

‫(انظــر ‪ 2‬ملــوك ‪ .)41 - 38 :4‬ولــم يكــن ادلقيــق هــو‬


‫اذلي عكــس تأثــر الســم‪ ،‬بــل اكنــت قــوة اهلل اخلارقــة‪.‬‬
‫وقــد تــم إطــاق قــوة اهلل اخلارقــة بعمــل اإليمــان هــذا‪.‬‬
‫وهكــذا اكن األمــر هنــا مــع هــذا املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬فقــد‬
‫ألــى مــوىس الشــجرة فيــه وأدى ذلــك اإللقــاء للشــجرة‬
‫إىل إطــاق قــوة اهلل الــي حولــت املــاء ُ‬
‫المــر إىل عــذب‪.‬‬

‫وتعــود هــذه القصــة‪ ،‬بالطبــع‪ ،‬إىل ثالثــة آالف ســنة‪،‬‬


‫إال أن احلقائــق الــي حتتــوي عليهــا حيــة وحقيقيــة‬
‫ايلــوم كمــا اكنــت يف زمــن مــوىس‪ .‬وســنبدأ يف انلظــر‬
‫ً‬
‫معــا إىل بعــض هــذه احلقائــق لــرى كيــف تنطبــق ىلع‬
‫حياتنــا ومواقفنــا‪.‬‬

‫ويــرز يل درســان مــن هــذه القصــة عــن بركــة املــاء‬


‫ُ‬
‫المــر الــي نظرنــا إيلهــا للتــو‪ .‬وادلرس األول هــو‪ :‬أن‬
‫االنتصــارات العظيمــة تقــوم بإعدادنــا لالختبــارات‬
‫املقدمة ‪13‬‬
‫ً‬
‫عظيمــا‬ ‫ً‬
‫خالصــا‬ ‫العظيمــة‪ .‬وحقيقــة أن اهلل قــد منحــك‬
‫ً‬
‫عظيمــا‪ ،‬أو أيًــا مــا قــد‬ ‫أي انتصـ ً‬
‫ـارا‪ ،‬أو نعمــة‪ ،‬أو شـ ً‬
‫ـفاء‬
‫يكــون ‪ -‬ال يعــي أن بقيــة حياتــك ســتكون بــدون‬
‫ً‬
‫املزيــد مــن االختبــارات‪ .‬وبــدل مــن ذلــك‪ ،‬لكمــا اكن‬
‫االنتصــار أكــر‪ ،‬زاد االختبــار اذلي ســتتمكن مــن‬
‫مواجهتــه ىلع أســاس هــذا االنتصــار‪ .‬وقــد اكن هــذا‬
‫هــو خطــأ بنــو إرسائيــل‪ .‬فقــد ظنــوا أنــه‪ ،‬لــن حيــدث‬
‫أي يشء آخــر يمكنــه أن يتحــدى إيمانهــم ال لــيء إال‬
‫أنهــم اكن قــد اختــروا هــذا اخلــاص العظيــم‪ .‬وباتلايل‪،‬‬
‫لــم يكونــوا مســتعدين عندمــا وصلــوا إىل بركــة املــاء‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫المــر‪ .‬فبــدل مــن الصــاة‪ ،‬تذمــروا‪.‬‬
‫ادلرس اثلــاين ‪ -‬وهــذا أمــر مهــم جـ ً‬
‫ـدا ‪ -‬هــو أن بركة‬
‫المــر اكنــت ضمــن برنامــج اهلل‪ .‬فقــد قادهــم اهلل‬‫املــاء ُ‬
‫يف الواقــع إىل بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬واكن دليــه هــدف مــن‬
‫إحضارهــم إىل تلــك الربكــة ُ‬
‫المــرة‪ ،‬وهــذا صحيــح يف‬
‫‪ 14‬من املرارة إىل الفرح‬

‫حياتنــا‪ .‬اهلل‪ ،‬مــن وقــت آلخــر‪ ،‬يســمح نلــا بــأن نواجــه‬


‫ً‬
‫غرضــا مــن هــذا‪.‬‬ ‫بركــة مــاء ُمــر‪ ،‬إال أن هل‬

‫واســمحوا يل أن أقــدم لكــم بعــض األمثلــة‬


‫املعــارصة نلــوع الربكــة ُ‬
‫المــرة الــي قــد نواجههــا أنــا‬
‫وأنــت‪ .‬املثــال األول اذلي أفكــر فيــه هــو الــزواج‬
‫املكســور‪ .‬ولألســف‪ ،‬كــم مــن انلــاس قــد اضطــروا‬
‫ايلــوم ملواجهــة بركــة املــاء ُ‬
‫المــر الــي للــزواج اذلي‬
‫انتــى بالطــاق‪ :‬أي املــرارة‪ ،‬واملعانــاة‪ ،‬واإلحــراج‪.‬‬
‫واجلــروح الــي تســتمر بعــد ذلــك تكــون عميقــة جـ ً‬
‫ـدا‬
‫يف شــخصية اإلنســان‪.‬‬

‫ونــوع آخــر مــن بركة املــاء ُ‬


‫المــر هــو فشــل األعمال‪.‬‬
‫فربمــا كنــت قــد عملــت لســنوات بلنــاء نــوع مــن‬
‫األعمــال وإثبــات نفســك مايلًــا‪ .‬ثــم‪ ،‬بســبب الظــروف‬
‫الــي ال يمكنــك اتلحكــم فيهــا (تغــر االقتصــاد‪،‬‬
‫املقدمة ‪15‬‬
‫ً‬
‫مفلســا‪ ،‬وربمــا‬ ‫ومــا إىل ذلــك)‪ ،‬وجــدت نفســك‬
‫تســتمر بشــل جيــد يف احليــاة‪ .‬فهــذا بركــة مــاء ُمــر‪.‬‬

‫وربمــا تعرضــت النهيــار صــي؛ أو انهيــار جســدي‪،‬‬


‫أو األســوأ مــن ذلــك‪ ،‬انهيــار عقــي أو اعطــي‪ .‬واآلن‬
‫أنــت حتــاول جتميــع األجــزاء املكســورة مــن احليــاة‬
‫الــي اكنــت قويــة وصحيحــة ومنتــرة‪.‬‬

‫ونــوع آخــر مــن بركــة املــاء ُ‬


‫المــر هــو اإلحبــاط‬
‫مــن قائــد بــري‪ .‬فربمــا تكــون قــد اتبعــت شـ ً‬
‫ـخصا‬
‫مــا‪ ،‬وقمــت بتقديــم أفضــل مــا دليــك يف اخلدمــة‪ .‬وقــد‬
‫يكــون قائـ ً‬
‫زعيمــا سياســيًا‪ ،‬أو قــد يكــون‬
‫ً‬ ‫ـدا دينيًــا‪ ،‬أو‬
‫أحــد الوادليــن‪ .‬وهــذا الشــخص اذلي كنــت تثــق بــه‪،‬‬
‫واذلي كنــت حترتمــه‪ ،‬فجــأة‪ ،‬يف يــوم مــن األيــام‪ ،‬لــم‬
‫يعــد ىلع مــا اكن يبــدو عليــه‪ :‬فــان دليــه أقــدام مــن‬
‫الطــن‪ ،‬وقــد خذلــك‪ .‬واكنــت ثقتــك بــه يف غــر حملهــا‪.‬‬
‫‪ 16‬من املرارة إىل الفرح‬
‫ً‬
‫وأود أن أطــرح عليــك ســؤال‪ :‬هــل أنــت ىلع‬
‫اســتعداد تلعلــم ادلروس الــي وضعهــا اهلل لــك يف بركــة‬
‫المــر؟ إن اكن األمــر كذلــك‪ ،‬فأنــت حتتــاج إىل‬‫املــاء ُ‬

‫قــراءة بقيــة األجــزاء يف هــذا الكتــاب‪.‬‬

‫قــد رســمت لــك صــورة إحبــاط بنــو إرسائيــل‪ .‬فقــد‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫جميــدا‪ .‬وال شــك أنهــم قــد شــعروا‬ ‫انتصــارا‬ ‫حققــوا‬
‫أن مجيــع مشــالكهم قــد ُحلــت إىل األبــد‪ .‬ثــم ســاروا‬
‫يف الصحــراء ثالثــة أيــام دون أن جيــدوا املــاء‪ .‬واكنــوا‬
‫يشــعرون بالعطــش‪ ،‬واحلــرارة‪ ،‬واإلرهــاق‪ ،‬واإلحبــاط‪.‬‬
‫فقــد رأوا هــذه الربكــة مــن املــاء اذلي يتــأأل هنــاك يف‬
‫الشــمس‪ ،‬بينمــا عندمــا ركضــوا إيلهــا واحننــوا للــرب‪،‬‬
‫ـرا جـ ً‬
‫اكن املــاء مـ ً‬
‫ـدا حــى أنهــم لــم يمكنهــم أن يرشبــوا‬
‫منــه! وقــد اكن إحبــاط مــروع ومريـ ً‬
‫ـرا‪.‬‬

‫ً‬
‫مســتعدا‪ ،‬كمــا تــرى‪ .‬فقــد‬ ‫ولــم يكــن الشــعب‬
‫املقدمة ‪17‬‬
‫ً‬
‫افرتضــوا أن لك يشء ســيكون ســهل منــذ ذلــك احلــن‪،‬‬
‫فلــن تكــون هنــاك اختبــارات أخــرى إليمانهــم‪ .‬إال أن‬
‫ـتعد؛ وقــد اكن اهلل يعــرف مــاذا‬
‫اهلل لــم يكــن غــر مسـ ٍ‬
‫يفعــل؛ واكن دليــه اإلجابــة‪ .‬وقــد تذمــر الشــعب ولــم‬
‫حيصلــوا ىلع يشء؛ أمــا مــوىس فقــد صــى وأظهــر اهلل هل‬
‫اإلجابــة‪ .‬واكن اهلل قــد أعــد تلــك الشــجرة؛ واكن يعــرف‬
‫مــا جيــب القيــام بــه‪ ،‬ولكــن لــم يمكــن ملــوىس أن‬
‫جيــد احلــل إال مــن خــال الصــاة‪.‬‬

‫عندمــا كنــت أحتــدث إىل اتلجمعــات الكبــرة‬


‫والصغــرة يف أوقــات خمتلفــة‪ ،‬كنــت أســأل انلــاس‬
‫ً‬
‫كثــرا‪" ،‬كــم منكــم اكن عليــه أن يصــارع مــع‬
‫اإلحبــاط؟" واكن عــدد قليــل جـ ً‬
‫ـدا مــن انلــاس يف مثــل‬
‫هــذه اجلمــااعت هــم اذليــن ســيقولون‪« ،‬لــم أواجــه‬
‫اإلحبــاط مــن قبــل‪ ».‬فهــو أحــد األشــياء الــي تــأيت‬
‫يف طريقنــا‪ ،‬وأود أن تفهــم وتتعلــم كيفيــة مواجهــة‬
‫‪ 18‬من املرارة إىل الفرح‬

‫اإلحباطــات واحلصــول ىلع أفضــل انلتائــج منهــا‪.‬‬


‫ً‬
‫ـابقا إىل درســن ينطبقــان عليــك َّ‬
‫ويلع مــن‬ ‫أرشت سـ‬
‫هــذه القصــة ايلــوم‪ .‬وادلرس األول هــو أن االنتصــارات‬
‫العظيمــة تقــوم بإعدادنــا الختبــارات عظيمــة‪ .‬فــي‬
‫ال تشــر إىل أنــه لــن يكــون هنــاك املزيــد مــن‬
‫االختبــارات‪ .‬وادلرس اثلــاين هــو أن بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‬
‫اكنــت يف برنامــج اهلل؛ فهــو مــن قادهــم إىل هنــاك‪ ،‬واكن‬
‫دليــه غــرض مــن ذلــك‪.‬‬

‫ثــم أرشت إىل أننــا مــا زنلــا نــأيت إىل الكثــر مــن‬
‫املــاء ُ‬
‫المــر يف حياتنــا ايلــوم وأعطيتــك بعــض األمثلــة‪،‬‬
‫مثــل‪ :‬الــزواج املكســور‪ ،‬أو الفشــل اتلجــاري‪ ،‬أو‬
‫االنهيــار الصــي‪ ،‬أو اإلحبــاط بســبب قائــد بــري‪ ،‬أو‬
‫ربمــا حــى مــن أحــد الوادليــن‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الغرض من االختبار‬
‫ً‬
‫اآلن ســأقدم تطبيقــا إضافيًــا هلــذه القصــة وأتنــاول‬
‫الغــرض مــن االختبــار‪ .‬ويمكنــك أن تــرى‪ ،‬أن املســألة‬
‫يف حياتنــا ليســت مــا إن كنــا ســنجتاز يف االختبــارات‪،‬‬
‫وإنمــا فقــط كيــف سنســتجيب هلــذه االختبــارات‪.‬‬
‫فقــد كشــف االختبــار هنــاك يف مــارة منطقــة موجــودة‬
‫يف شــخصية بنــو إرسائيــل وجيــب اتلعامــل معهــا؛ ويه‬
‫تلــك املنطقــة الــي تــم اتلعبــر عنهــا باتلذمــر‪.‬‬

‫ودعــي أقــل لــك هــذا‪ :‬ليــس دلى الكتــاب‬


‫املقــدس أي يشء جيــد يف أي مــان يلقــوهل عــن‬
‫اتلذمــر‪ .‬فاتلذمــر طريقــة ليــس حلــل مشــالكك‪ ،‬وإنمــا‬
‫ً‬
‫أبــدا املخــرج مــن مشــالكك‬ ‫تلعظيمهــا‪ .‬ولــن جتــد‬
‫‪ 20‬من املرارة إىل الفرح‬

‫باتلذمــر‪ .‬وإن كنــت تبــدأ يف اتلذمــر‪ ،‬عندمــا تتعــرض‬


‫للضغــط‪ ،‬فأنــت مثــل بنــو إرسائيــل‪ .‬وتوجــد منطقــة‬
‫يف شــخصيتك جيــب اتلعامــل معهــا‪ .‬ويعلــم اهلل أن‬
‫هــذه املنطقــة موجــودة طــوال الوقــت‪ ،‬وإنمــا اكن‬
‫عليــه أن يســمح لــك باحلضــور إىل بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‬
‫ً‬
‫حــى تتمكــن مــن معرفــة مــا بداخلــك حقــا‪.‬‬
‫ويف الواقــع‪ ،‬يشــر فعــل اتلذمــر إىل نقــص اإليمــان‪،‬‬
‫وغيــاب االمتنــان‪ ،‬واتلمركــز حــول اذلات ‪ -‬أي العديــد‬
‫مــن املشــالك اخلطــرة الــي تعــوق تقدمنــا​​ يف الــرب‪.‬‬

‫وقــد اكن دلى الــرب بلنــو إرسائيــل مســافة أبعــد‬


‫بكثــر مــن جمــرد اذلهــاب إىل مــارة‪ .‬وقــد اكن‬
‫يأخذهــم بالفعــل إىل األرض الــي وعدهــم بهــا‪ ،‬إال‬
‫أنهــم لــم يكونــوا مناســبني للقيــام بالرحلــة الاكملــة‬
‫إىل أرض املوعــد إىل أن يتــم اتلعامــل مــع هــذا الــيء‬
‫يف شــخصيتهم‪ ،‬اذلي تــم الكشــف عنــه يف مــارة‪ .‬ذللــك‪،‬‬
‫الغرض من االختبار ‪21‬‬
‫عندمــا تــأيت إىل مــارة الــي لــك‪ ،‬أي إىل مياهــك ُ‬
‫المــرة‪،‬‬
‫وتبــدأ يف اتلذمــر‪ ،‬ســتدرك أنــه يوجــد شــيئ فيــك جيــب‬
‫اتلعامــل معــه وأن اهلل قــد أحــرك إىل ذلــك املــان‬
‫حــى يتمكــن مــن اتلعامــل مــع هــذا الــيء‪ ،‬إال أنــه‬
‫لــن يمكنــه اتلعامــل معــه إال إن تعاونــت معــه‪.‬‬

‫وحيذرنــا الكتــاب املقــدس بوضــوح من أننا ســنجتاز‬


‫االختبــار؛ وهــو يذكــر ذلــك مــرات عديــدة‪ .‬وتوجــد‬
‫فقــرة واضحــة بشــل خــاص يف رســالة يعقــوب ‪:4 - 2 :1‬‬

‫ون ِ ف ي� تَ َج ِار َب ُم َت َن ِّو َع ٍة‪»...‬‬


‫« ِا ْح ِس ُبو ُه ك َُّل ف ََر ٍح يَا ِإ ْخ َوِ ت ي� ِحي َن َما تَق َُع َ‬
‫لــم أقرأ هــذه اللكمــات ً‬
‫أبدا دون أن أســأل نفــي‪" ،‬هل‬
‫يكــون هذا هــو رد فعيل ىلع اتلجــارب بأنواعهــا الكثرية؟"‬
‫وهــل يكــون هــذا هــو رد فعلــك ىلع األنــواع الكثــرة‬
‫مــن اتلجــارب؟ فعندمــا تســر مــع الــرب وتواجــه مجيــع‬
‫ً‬
‫خالصــا؟ وهــل تقــول‪،‬‬ ‫أنــواع اتلجــارب‪ ،‬هــل تعتــره ً‬
‫فرحــا‬
‫‪ 22‬من املرارة إىل الفرح‬

‫"هللويــا! أســبح اهلل ىلع هــذه اتلجربــة"؟ أم تفعــل مــا فعله‬


‫ً‬
‫بنــو إرسائيــل ‪ -‬أي تبــدأ باتلذمــر قائــا‪" ،‬يــا رب‪ ،‬ملــاذا‬
‫ســمحت بذلــك؟ يــا إلــي‪ ،‬كنــت أعتقــد أن هــذا الوضــع‬
‫دليــك حتــت الســيطرة‪ .‬واآلن أنــا ال أعــرف مــاذا أفعــل"‪.‬‬

‫ويواصل يعقوب‪:‬‬

‫ـر‬ ‫ـرا‪َ .‬وأَ َّمــا َّ‬


‫الصـ ب ْ ُ‬ ‫ـان ِإ َيما ِن ُكـ ْـم يُ ْنـ ِش ئ ُ‬
‫ـ� َصـ ب ْ ً‬ ‫«‪َ ...‬عا ِل ِمـ ي ن َ‬
‫ـ� أَ َّن ْام ِت َحـ َ‬
‫ــ� [انضجــن]‬ ‫ــ� تَكُونُــوا تَ ِّام ي ن َ‬‫ــام‪ِ ،‬ل َ ي ْ‬ ‫ــل تَ ٌّ‬‫َــه َع َم ٌ‬
‫ُــن ل ُ‬ ‫[املثابــرة] َفل َْيك ْ‬
‫َــر نَ ِاق ِص ي ن َ ف ش‬ ‫َوك َِام ِل ي ن َ‬
‫� ٍء»‪.‬‬ ‫ــ� ِ ي� َ ي ْ‬ ‫ــ� غ ي ْ َ‬

‫ـر» يه عنــر أســايس يف الشــخصية‬ ‫املثابــرة َّ‬


‫«الصـ ب ْ ُ‬
‫املســيحية‪ .‬وإىل أن حنقــق املثابــرة‪ ،‬ســتوجد أهــداف‬
‫عنــد اهلل ال يمكننــا حتقيقهــا‪ .‬واملثابــرة تـ ُ‬
‫ـرز باختبــار‬
‫ً‬
‫إيماننــا‪ .‬وال توجــد حقــا إال طريقــة واحــدة تلعلــم‬
‫املثابــرة ويه املثابــرة‪ .‬فمــن أجــل أن تثابــر جيــب أن‬
‫تكــون يف حالــة تتطلــب املثابــرة‪.‬‬
‫الغرض من االختبار ‪23‬‬

‫ــام‪،‬‬
‫ــل تَ ٌّ‬‫َــه َع َم ٌ‬ ‫ــر َفل َْيك ْ‬
‫ُــن ل ُ‬ ‫الص ب ْ ُ‬‫«وأَ َّمــا َّ‬
‫ويقــول يعقــوب‪َ ،‬‬
‫� ٍء‪».‬‬ ‫َــر نَ ِاق ِص ي ن َ ف ش‬ ‫ــ� [انضجــن] َوك َِام ِل ي ن َ‬
‫ــ� تَكُونُــوا تَ ِّام ي ن َ‬
‫ــ� ِ ي� َ ي ْ‬ ‫ــ� غ ي ْ َ‬ ‫ِل َ ي ْ‬
‫ناضجــا‪،‬‬‫ً‬ ‫فهــذا هــو هــدف اهلل لــك‪ :‬أي أن تكــون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وبالغــا‪ ،‬واكمــا‪ ،‬ودليــك شــخصية مســيحية اكملــة‪،‬‬
‫وال تفتقــر إىل أي يشء‪ .‬فهــل أنــت تريــد ذلــك؟ وهــل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ناضجــا واكمــا‪ ،‬وال تفتقــر إىل أي‬ ‫تريــد أن تكــون‬
‫يشء؟ فكيــف يمكنــك أن تتمــى شــيئًا آخــر؟ وإن‬
‫ً‬
‫كنــت حقــا تريــد هــذا‪ ،‬فعليــك أن تمــر بهــذه العمليــة؛‬
‫وقــد تتضمــن العمليــة مــارة اخلاصــة بــك أو بركــة املــاء‬
‫ُ‬
‫المــر‪.‬‬
‫وعنــد مواجهــة بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ ،‬ال يوجــد إال ردان‬
‫بديــان‪ ،‬وهمــا‪ :‬تذمــر الشــعب‪ ،‬اذلي اكن رد فعــل‬
‫عــدم اإليمــان؛ وصــاة مــوىس‪ ،‬واكن هــذا هــو رد فعــل‬
‫اإليمــان‪ .‬فمــاذا ســتفعل؟ يف املــرة القادمــة الــي تــأيت‬
‫المــر تلــك‪ ،‬أيهمــا ســتفعل؟‬ ‫فيهــا إىل بركــة املــاء ُ‬
‫‪ 24‬من املرارة إىل الفرح‬
‫ىلع شــاطئ بركــة املــاء ُ‬
‫المــر صــى مــوىس ورصخ إىل‬
‫الــرب‪ .‬فلم يكــن يوجــد مصدر آخــر للمعونــة إال الرب‪.‬‬
‫ً‬
‫وعندمــا أخــذ مــوىس هــذا املســار للصــاة‪ ،‬بــدل مــن‬
‫ً‬
‫اتلذمــر ‪ -‬أي اســتجابة اإليمــان‪ ،‬بدل من اســتجابة عدم‬
‫اإليمــان ‪ -‬اســتجاب اهلل بإعــان جديــد عــن نفســه‪.‬‬

‫واكن هــذا هــو قصــد اهلل مــن إحضــار بنــو إرسائيــل‬


‫المــر‪ .‬فقــد اكن يملك شــيئًا لــي يتعلموه‪،‬‬
‫إىل بركــة املــاء ُ‬

‫وقــد وضعهــم يف موقــف يكون فيــه اإلعــان اذلي دليه‬


‫هلــم مناســبًا هلــم‪ .‬فقــد اســتجاب بإعــان عــن نفســه‪.‬‬

‫وقــد اكن هــو اإلعــان املــزدوج اذلي ســأتعامل‬


‫ً‬
‫معــه بشــل اكمــل يف وقــت الحــق‪ .‬فــأول وقبــل لك‬
‫يشء‪ ،‬أعلــن هلــم عــن الشــجرة ‪ -‬أي وســيلة الشــفاء‪.‬‬
‫ثانيًــا‪ ،‬واألهــم مــن ذلــك‪ ،‬أعلــن هلــم عــن نفســه مــن‬
‫جانــب جديــد‪ ،‬وهــو‪ :‬أنــه الــرب شــافيهم‪ .‬واكن هــذا هــو‬
‫الغرض من االختبار ‪25‬‬
‫هدفــه انلهــايئ يف تلــك اخلــرة يف بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪.‬‬

‫وأريــد أن أشــر إىل مبــدأ تــم تلخيصــه بإجيــاز‬


‫ووضــوح شــديد يف عبــارة ســمعت أحدهــم يقوهلــا ذات‬
‫ً‬
‫مــرة‪ .‬ويف الواقــع‪ ،‬لــم تعجبــي حقــا العبــارة عندمــا‬
‫ســمعتها يف املرة األوىل ألنين فكرت‪" :‬هذا ال يشــر إىل أن‬
‫احليــاة ســتكون كمــا أريدهــا أن تكــون!" وهــذه العبارة‬
‫يه‪" :‬إحباطــات اإلنســان يه مواعيــد للقــاء مــع اهلل"‪.‬‬
‫ً‬
‫وكمــا ذكــرت ســابقا‪ ،‬اإلحبــاط هــو أحــد األشــياء‬
‫ً‬ ‫الــي نواجههــا ً‬
‫مجيعــا تقريبًــا‪ .‬واإلحبــاط هــو حقــا بركــة‬
‫مــاء مــر‪ .‬وعندمــا تكــون آمالــك مرتفعــة ‪ -‬أي أنــك‬
‫تمــي لألمــام ويبــدو أن لك يشء يســر ىلع مــا يــرام ‪-‬‬
‫ثــم ينهــار لك يشء ويتفتــت‪ ،‬لــن يبــى لــك إال اآلمــال‬
‫املحبَطــة‪ .‬فهــذه بركــة مــاء مــر‪.‬‬

‫ومــا أريــدك أن تفهمــه هــو‪ :‬أن اهلل قــد قــادك إىل‬


‫‪ 26‬من املرارة إىل الفرح‬

‫ذلــك املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬وهــو دليــه يشء جيــد لــك يف املــاء‬
‫المــر إن اســتجبت بالطريقــة الصحيحــة‪" .‬إحباطــات‬ ‫ُ‬

‫اإلنســان يه مواعيــد للقــاء مــع اهلل"‪.‬‬

‫وهــذا هل عالقــة بالطبيعــة البرشيــة‪ .‬فعندمــا يســر‬


‫ً‬
‫جــدا‪،‬‬ ‫لك يشء ىلع مــا يــرام وتكــون احليــاة ســهلة‬
‫يميــل معظمنــا إىل أن يكــون ســطحيًا إىل حــد مــا‪.‬‬
‫وســنكتيف بالوضــع الراهــن؛ ونكتــي باذلهــاب إىل‬
‫الكنيســة ودفــع عشــورنا وتقديــم صلواتنــا والعيــش‬
‫حيــاة حمرتمــة إىل حــد مــا‪ .‬إال أن اهلل يملــك شــيئًا أبعــد‬
‫وأعمــق بكثــر نلــا‪ .‬فبطريقــة أو بأخــرى‪ ،‬هــو يأخذنــا‬
‫المــر‪ .‬ثــم‪ ،‬يف أعمــاق العــذاب واإلحبــاط‪،‬‬ ‫إىل املــاء ُ‬

‫نــرخ كمــا فعــل مــوىس‪ .‬وعندمــا نفعــل ذلــك‪ ،‬حنصــل‬


‫ىلع إعــان أعمــق وأكمــل عــن اهلل‪ ،‬وهــو إعــان ال‬
‫يــأيت إال ىلع شــواطئ بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪.‬‬
‫الغرض من االختبار ‪27‬‬

‫إن كنـت قـد واجهـت بركة ماء ُمـر يف املـايض أو إن‬


‫المـر‪ ،‬ليس عليـك إال أن‬ ‫كنـت تواجـه اآلن بركـة املـاء ُ‬

‫تضع يف اعتبارك أن "إحباطاتك يه مواعيد للقاء مع اهلل"‪.‬‬

‫وقــد أرشت إىل عــدد مــن ادلروس مــن تلــك القصــة‬


‫يف العهــد القديــم‪ ،‬الــي يبلــغ عمرهــا ثالثــة آالف اعم‬
‫وأكــر‪ ،‬بينمــا جنــد تلــك ادلروس مــا زالــت حديثــة‬
‫وذات صلــة لــك ويل ايلــوم‪.‬‬
‫ً‬
‫أول وقبــل لك يشء‪ ،‬تقــوم االنتصــارات العظيمــة‬
‫بإعدادنــا لالختبــارات العظيمــة‪ .‬وحقيقــة أننــا قــد‬
‫حققنــا انتصـ ً‬
‫ـارا كبـ ً‬
‫ـرا ال تعــي أننا لــن جنتــاز اختبارات‬
‫ً‬ ‫مــرة أخــرى أبـ ً‬
‫ـدا؛ فبــدال مــن ذلــك‪ ،‬ســيعين هــذا أننــا‬
‫ســنكون مســتعدين بشــل أفضــل لالختبــار اتلــايل‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيــا‪ ،‬اكنــت بركــة املاء ُ‬
‫المــر يف برنامــج اهلل‪ .‬فقد اكن‬
‫ً‬
‫دليــه هدفــا مــن إحضار شــعبه إىل هنــاك‪ .‬واكن هــو اذلي‬
‫‪ 28‬من املرارة إىل الفرح‬

‫قادهــم إىل هنــاك‪ ،‬وهــذا صحيــح يف حياتنــا‪ .‬فربكــة املــاء‬


‫ُ‬
‫المــر يه جــزء مــن برنامــج اهلل‪ .‬وهــو دليــه غــرض منها‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاثلــا‪ ،‬الســؤال ليــس مــا إن كنــا ســنجتاز االختبــار‪،‬‬
‫وإنمــا فقــط كيــف سنســتجيب هلــذا االختبــار‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعــا‪ ،‬يف هــذه احلالــة يف بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ ،‬اكن يوجد‬
‫اســتجابتان بديلتــان‪ ،‬همــا‪ :‬تذمــر انلــاس‪ ،‬وصــاة‬
‫مــوىس‪ .‬والشــعب اذلي تذمــر لــم حيصــل ىلع يشء؛ أمــا‬
‫الرجــل اذلي صــى فقــد حصــل ىلع اإلســتجابة‪.‬‬

‫واملبــدأ اتلــايل هــو أنــه‪ :‬إىل صــاة مــوىس باإليمــان‪،‬‬


‫قــام اهلل بــدوره باإلســتجابة باإلعــان اجلديــد عــن‬
‫نفســه‪ .‬واكن هــذا هــو قصــد اهلل‪ ،‬وهــو‪ :‬إحضــار شــعبه‬
‫إىل املــان اذلي يمكنهــم فيــه تلــي اإلعــان اذلي اكن‬
‫يملكــه هلــم‪ .‬وقــد خلصــت ذلــك يف العبــارة الصغــرة‪،‬‬
‫"إحباطــات اإلنســان يه مواعيــد للقــاء مــع اهلل"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫شجرة الشفاء‬

‫اآلن ســنليق نظــرة ىلع اإلعــان اذلي قدمــه اهلل‬


‫لشــعبه هنــاك يف بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬فقــد اكن يوجــد‬
‫جانبــان هلــذا اإلعــان‪ :‬األول هــو إعــان شــجرة‬
‫الشــفاء؛ واثلــاين هــو إعــان اهلل الشــايف‪.‬‬

‫وســنبدأ بانلظــر إىل اآليــة املعينــة يف خــروج ‪ 15‬الــي‬


‫تتحــدث عن تلــك الشــجرة‪ :‬أي خــروج ‪:25: 15‬‬

‫ــج َر ًة َفط ََر َح َهــا‬ ‫الــر ِّب‪ .‬فَــأَ َرا ُه َّ‬


‫الــر ُّب َش َ‬ ‫«ف َ َ‬
‫َــر َخ [موســى] ِإ َل َّ‬
‫ـار ال َْمــا ُء َعذْ بًــا‪ُ .‬ه َنــاكَ َو َضـ َـع َلـ ُـه ف َِر َ‬
‫يضــةً َو ُحك ًْمــا‪،‬‬ ‫ف‬
‫ِ ي� ال َْمـ ِـاء ف ََصـ َ‬
‫ــه»‪.‬‬
‫َو ُه َنــاكَ ْام َت َح َن ُ‬
‫ً‬
‫إذا تم إجياد احلل هلذه املشلكة يف تلك الشجرة‪.‬‬
‫‪ 30‬من املرارة إىل الفرح‬

‫وتتحــدث هــذه الشــجرة اآلن عــن أحــد املوضواعت‬


‫الرئيســية يف الكتــاب املقــدس بأكملــه‪ .‬فــي تتحــدث‬
‫عــن شــجرة أخــرى قــد ارتفعــت‪ ،‬ربمــا بعــد ‪ 2400‬ســنة‪،‬‬
‫ىلع تلــة تســى اجللجثــة‪ ،‬وهــذه يه‪ :‬الصليــب‪ .‬وعندمــا‬
‫تقــرأ يف الكتــاب املقــدس عــن شــجرة‪ ،‬جيــب أن‬
‫ً‬
‫تكــون متيقظــا لــرى مــا إن اكنــت يه إشــارة فعليــة‬
‫إىل صليــب يســوع‪.‬‬

‫حنــن حنتــاج إىل فهــم اســتخدام اللغــة العربيــة للكمة‬


‫ً‬
‫"شــجرة" الــي ذكرتــه ســابقا‪ .‬فــي اللغــة العربيــة‪ ،‬لكمــة‬
‫ُ‬
‫"شــجرة" تســتخدم للشــجرة عندمــا تنمــو‪ ،‬إال أنهــا ال‬
‫تــزال تســتخدم للشــجرة بعــد قطعهــا‪ .‬فعندمــا تكــون‬
‫قــد أصبحــت جمــرد عمــود طويــل أو يشء مــن هــذا‬
‫القبيــل‪ ،‬فإنهــا ال يــزال يشــار إيلهــا باســم شــجرة‪ .‬ذلا‬
‫يمكــن أن تكــون الشــجرة عصــاة‪ ،‬أو مشــنقة‪ ،‬أو‬
‫صليبًــا‪.‬‬
‫شجرة الشفاء ‪31‬‬

‫وتوجــد عــدة أمثلــة ىلع ذلــك‪ .‬وســننظر إىل عــد ٍد‬


‫ً‬
‫قليــل منهــم‪ .‬أول وقبــل لك يشء‪ ،‬يف تثنيــة ‪:23 - 22 :21‬‬
‫ٍ‬

‫ـان َخ ِط َّيــةٌ َح ُّق َهــا ال َْمـ ْـو ُت‪َ ،‬فق ُِتـ َـل َو َع َّل ْق َتـ ُـه‬ ‫َان َعـ َـى ِإنْ َسـ ٍ‬‫«و ِإذَا ك َ‬ ‫َ‬
‫ـت ُج َّث ُتـ ُـه َعـ َـى ال َْخ َشـ َـب ِة [الشــجرة]‪ ،‬بَ ْل‬ ‫َعـ َـى َخ َشـ َـب ٍة [شــجرة]‪َ ،‬فـا َ تَ ِبـ ْ‬
‫أ‬ ‫ف‬
‫ـس‬ ‫ـن هللاِ‪َ .‬فـا َ تُ َن ِّجـ ْ‬ ‫ـون ِمـ َ‬ ‫تَ ْد ِف ُنـ ُـه ِ ي� ذ ِلــكَ ال َْيـ ْـو ِم‪ ،‬ل َ َّن ال ُْم َع َّلـ َـق َمل ُْعـ ٌ‬
‫ت‬
‫ـ� يُ ْع ِطيــكَ الـ َّـر ُّب ِإل ُهــكَ نَ ِص ًيبــا»‪.‬‬ ‫أَ ْر َضــكَ ا َّلـ ِ ي‬
‫ً‬
‫إذا اكنــت هنــاك طريقــة إلعــدام شــخص مــا واكنــت‬
‫ُ‬
‫تتبَــع يف الكثــر مــن األحيــان يف العهــد القديــم‪ ،‬ويه‪:‬‬
‫َ‬
‫أن الشــخص يُعلــق ىلع شــجرة‪ .‬ويف بعــض األحيــان‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اكن يُقتًــل أول ثــم يعلــق ىلع الشــجرة وأحيانــا يُقتَــل‬
‫بتعليقــه ىلع الشــجرة‪ .‬إال أن نامــوس مــوىس قــد نــص‬
‫ً‬
‫ىلع أنــه ال جيــب تــرك أي شــخص معلقــا ىلع شــجرة‬
‫حــى صبــاح ايلــوم اتلــايل ألن أي شــخص يعلــق ىلع‬
‫شــجرة هــو لعنــة‪.‬‬
‫‪ 32‬من املرارة إىل الفرح‬

‫وســوف تتذكــر يف تســجيل صلــب يســوع‪ ،‬أنــه بعــد‬


‫أن مــات يســوع ىلع الصليــب‪ ،‬ذهــب القــادة ادلينيــون‬
‫ايلهــود إىل بيالطــس ابلنطــي وســألوه إن اكن يمكنهــم‬
‫إنــزال اجلســد ألنهــم ال يريــدون أن يبــى هنــاك إىل‬
‫ايلــوم اتلــايل املقــدس‪ .‬فهــم لــم يرغبــوا يف وجــود تلــك‬
‫اللعنــة يف يــوم مقــدس‪.‬‬

‫ويأخــذ بولــس هــذا الطقــس مــن العهــد القديــم يف‬


‫ســفر اتلثنيــة‪ ،‬ويســتخدمه يف رســالة غالطيــة تلفســر‬
‫األهميــة الاكملــة ملــوت يســوع ىلع الصليــب‪ .‬فهــذا مــا‬
‫يقــوهل بولــس يف غالطيــة ‪:14 - 13 :3‬‬

‫ـار ل َْع َنــةً أل َ ْج ِل َنــا‪،‬‬


‫ـوس‪ِ ،‬إ ْذ َصـ َ‬ ‫«اَل َْم ِسـ ُ‬
‫ـيح ا ْف َت َدانَــا ِمـ ْ‬
‫ـن ل َْع َنـ ِـة ال َّن ُامـ ِ‬
‫أ‬
‫ـن ُع ِّلـ َـق َعـ َـى َخ َشـ َـب ٍة»‪[ .‬هــذا اقتبــاس‬ ‫ـون ك ُُّل َمـ ْ‬
‫«مل ُْعـ ٌ‬ ‫ـوب‪َ :‬‬ ‫لَنَّـ ُـه َمكْ ُتـ ٌ‬
‫ـر بَ َر َكــةُ ِإبْ َر ِاهيـ َـم ِل أل ُ َمـ ِـم‬
‫مــن فقــرة ســفر التثنيــة الــي ذكرهتــا للتــو] ِل َت ِصـ ي َ‬
‫وح»‪.‬‬ ‫ـيح يَ ُســو َع‪ِ ،‬ل َن َنـ َ‬ ‫ف‬
‫ال َيمـ ِ‬
‫ـان َم ْو ِعـ َـد الـ ُّـر ِ‬ ‫ـال ِب ِإ‬ ‫ِ ي� ال َْم ِسـ ِ‬
‫شجرة الشفاء ‪33‬‬

‫وكمــا تــرون‪ ،‬فــي قصــد اهلل للفــداء‪ُ ،‬ســمح ليســوع‬


‫أن يصــر لعنــة‪ .‬فقــد أخــذ اللعنــة الــي اكنــت ىلع‬
‫نســلنا الضــال الســاقط اذلي مــن نســل آدم‪ .‬وقــد صــار‬
‫ً‬
‫هــو لعنــة لــي خيلصنــا مــن اللعنــة‪ ،‬وبــدل مــن اللعنــة‪،‬‬
‫يمكننــا أن نــرث الربكــة‪ .‬واكن ادليلــل ىلع أن يســوع‬
‫ً‬
‫قــد صــار لعنــة نلــا أنــه اكن معلقــا ىلع الشــجرة‪ ،‬أي‬
‫ىلع الصليــب‪ .‬وأوئلــك اذليــن عرفــوا لكمــة اهلل مــن‬
‫العهــد القديــم عرفــوا أنــه بهــذا الفعــل صــار يســوع‪،‬‬
‫يف مقاصــد اهلل‪ ،‬لعنــة لــي ننــال حنــن الربكــة‪.‬‬

‫وهنــا توجــد املبادلــة‪ :‬صــار يســوع لعنــة لــي‬


‫يمكننــا أن ننــال الربكــة‪ .‬واألمــر مثــل ميــاه مــارة‪ :‬أخــذ‬
‫المــر حــى يمكننــا أن نــرب العــذب؛ وقــد‬ ‫يســوع ُ‬

‫أخــذ اللعنــة لــي يمكننــا أن ننــال الربكــة‪.‬‬

‫فعندمــا تفكــر يف الشــجرة الــي ألقيــت يف املــاء‪،‬‬


‫‪ 34‬من املرارة إىل الفرح‬

‫فكــر يف صليــب يســوع وحقيقــة أن يســوع ىلع ذلــك‬


‫الصليــب أخــذ اللعنــة ُ‬
‫المــرة لــي يمكــن أن يكــون‬
‫نلــا حــاوة الربكــة‪ .‬وعندمــا اكن مــوىس يلــي الشــجرة‬
‫يف الربكــة هــو مثــال‪ ،‬أو نمــوذج‪ ،‬أو صــورة لــك ويل‬
‫لــي نأخــذ مــا تــم إجنــازه نيابــة عنــا ىلع الصليــب‬
‫ً‬
‫حلــوا‪.‬‬ ‫ونســتخدمه جلعــل بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‬
‫وأود ً‬
‫أيضــا أن أقتبــس فقــرة يف ‪ 1‬بطــرس ‪،24: 2‬‬
‫حيــث يُشــار إىل الصليــب مــرة أخــرى ىلع أنــه شــجرة‬
‫وتظهــر نفــس احلقيقــة‪.‬‬
‫ف‬
‫ــى‬ ‫ــو نَف ُْس ُــه [يســوع] َخطَايَانَــا ِ ي� َج َس ِ‬
‫ــد ِه َع َ‬ ‫َّــذي َح َم َ‬
‫ــل ُه َ‬ ‫«ال ِ‬
‫ـر‪ .‬ا َّلـ ِـذي‬
‫ـوت َعـ ِـن ال َْخطَايَــا َف َن ْح َيــا ِل ْلـ ِب ِّ‬ ‫ال َْخ َشـ َـب ِة [الشــجرة]‪ِ ،‬لـ َ ي ْ‬
‫ـ� نَ ُمـ َ‬
‫ِب َجل َْد ِتـ ِـه ُشـ ِـفي ُت ْم»‪.‬‬

‫ومــرة أخــرى‪ ،‬صــار يســوع خطيــة لــي ننــال بــره؛‬


‫ُ‬
‫وقــد أصيــب باجلــروح لــي نشــى‪ .‬ويظهــر لك هــذا‬
‫شجرة الشفاء ‪35‬‬

‫يف اســتخدام لكمــة "شــجرة" للصليــب‪ .‬فــي تلــك‬


‫"الشــجرة" تــم احلصــول ىلع الشــفاء الاكمــل للجنــس‬
‫البــري لكــه‪ ،‬وهــو‪ :‬الشــفاء الــرويح مــن اخلطيــة‪،‬‬
‫الشــفاء اجلســدي مــن املــرض‪ ،‬اخلــاص مــن اللعنــة‪،‬‬
‫احلــق يف وراثــة الربكــة‪ .‬وقــد تــم لك هــذا مــن خــال‬
‫تلــك الشــجرة الــي يه الصليــب‪.‬‬

‫وكمــا تتصــور يف ذهنــك مــوىس وهــو يلــي الشــجرة‬


‫يف املــاء ُ‬
‫المــر حــى يصــر عذبًــا‪ ،‬ثــم جيــب أن تتخيــل‬
‫نفســك تأخــذ حقيقــة الصليــب‪ ،‬وتطبقهــا يف حياتــك‬
‫وحتــول بركــة املــاء ُ‬
‫المــر إىل حــاوة‪.‬‬

‫فالشــفاء واخلــاص الــذان يأتيــان من الشــجرة‪ ،‬أي‬


‫الصليــب ‪ -‬صليــب يســوع ‪ -‬جيــب أن يتــم تطبيقهمــا‬
‫يف حياتنــا بعمــل إيمــان‪ .‬ومثلمــا ألــى مــوىس تلــك‬
‫الشــجرة يف املــاء ُ‬
‫المــر‪ ،‬مــن خــال عمــل إيمــاين‪ ،‬ذللــك‬
‫‪ 36‬من املرارة إىل الفرح‬
‫جيــب علينــا ً‬
‫أيضــا أن نمــارس اإليمــان عندمــا نواجــه‬
‫تلــك الربكــة للمــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬وجيــب أن نؤمــن بمــا حققــه‬
‫ً‬
‫جمــازا تلــك الشــجرة‬ ‫يســوع ىلع الصليــب‪ ،‬ونأخــذ‬
‫ونلقيهــا يف بركــة املــاء ُ‬
‫المــر الــي نلــا‪ .‬وجيــب أن‬
‫يكــون عمــل اإليمــان إلطــاق قــوة العمــل املعجزيــة‬
‫املوجــودة يف صليــب يســوع املســيح‪ ،‬ويه‪ :‬القــوة جلعــل‬
‫املــاء ُ‬
‫المــر عذبًــا‪.‬‬

‫وأريــد أن أقــرح عليــك بعــض اخلطــوات العمليــة‬


‫والبســيطة جـ ً‬
‫ـدا الــي يمكنــك اختاذهــا يف حياتــك إن‬
‫المــر تلغيــر هــذا املــاء ُ‬
‫المــر إىل‬ ‫واجهتــك بركــة املــاء ُ‬

‫عــذب‪.‬‬
‫ً‬
‫أول وقبــل لك يشء‪ ،‬جيــب أن تــدرك أن بركــة املــاء‬
‫ُ‬
‫المــر يه يف برنامــج اهلل‪ .‬وقــد قــادك اهلل إىل هنــاك‪ ،‬وهــو‬
‫يعــرف لك يشء عــن ذلــك‪ ،‬ودليــه العــاج‪.‬‬
‫شجرة الشفاء ‪37‬‬
‫ً‬
‫ثانيــا‪ ،‬دع اهلل يتعامــل مــع أي عيــوب يف شــخصيتك‬
‫ممــا تــم الكشــف عنهــا أمــام بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬وإن‬
‫كنــت قــد تذمــرت عندمــا اكن جيــب عليــك الصــاة‪،‬‬
‫ضــع يف اعتبــارك أنــه يوجــد يشء يف داخلــك جيــب أن‬
‫يتعامــل معــه الــروح القــدس‪.‬‬

‫ً‬
‫ثاثلــا‪ ،‬جيــب أن تقبــل بااليمــان مــا فعلــه يســوع‬
‫لــك ىلع الصليــب‪« .‬ا َّلـ ِـذي َح َمـ َـل ُهـ َـو نَف ُْسـ ُـه [يســوع] َخطَايَانَــا‬
‫ف‬
‫ــن ال َْخطَايَــا‬
‫ــوت َع ِ‬
‫ــ� نَ ُم َ‬ ‫ــب ِة [الشــجرة]‪ِ ،‬ل َ ي ْ‬ ‫ــد ِه َع َ‬
‫ــى ال َْخ َش َ‬ ‫ِ ي� َج َس ِ‬
‫ـر‪ .‬ا َّلـ ِـذي ِب َجل َْد ِتـ ِـه ُشـ ِـفي ُت ْم»‪ .‬ويه ليــس‪" :‬ستشــفوا"؛‬ ‫َف َن ْح َيــا ِل ْلـ ِب ِّ‬
‫«شـ ِـفي ُت ْم‪ ».‬وبقــدر مــا يتعلــق األمــر بــاهلل‪ ،‬فقــد‬
‫وإنمــا‪ُ :‬‬
‫تــم األمــر بالفعــل؛ وقــد انتــى‪ ،‬وقــد تــم إجنــازه‪.‬‬

‫وإيلــك اخلطــوة الرابعــة واملهمــة جـ ً‬


‫ـدا‪ :‬ابــدأ بشــكر‬
‫اهلل ىلع مــا فعلــه يســوع نيابــة عنــك‪ .‬وابــدأ بشــكره‬
‫باســتقبال لك مــا حتتاجــه‪ :‬الغفران‪ ،‬والشــفاء (ســواء اكن‬
‫‪ 38‬من املرارة إىل الفرح‬

‫اعطفيًــا أو جســديًا)‪ ،‬واتلحــرر مــن الضغينــة‪ ،‬واملــرارة‪،‬‬


‫واتلمــرد‪ ،‬واالرتبــاك‪ .‬فعندمــا تشــكر اهلل‪ ،‬باإليمــان‪ ،‬هــو‬
‫مثــل أن تــريم تلــك الشــجرة يف املــاء‪ .‬وأنــى تعبــر‬
‫عــن اإليمــان اذلي نكــون أنتــم وأنــا قادريــن عليــه‬
‫هــو ببســاطة أن نشــكر اهلل ‪ -‬أي عندمــا ال نــرى أي‬
‫تغيــر‪ ،‬وعندمــا ال ننتظــر أي برهــان‪ ،‬وإنمــا نصــدق مــا‬
‫يقــوهل اهلل عــن صليــب يســوع ‪ -‬ثــم نبــدأ يف شــكره ىلع‬
‫ً‬
‫مــا قــام بــه بديــا عنــا ىلع الصليــب‪ .‬وعندمــا نشــكره‬
‫يتــم إطــاق تلــك القــوة املعجزيــة تلغيــر املــاء ُ‬
‫المــر‬
‫إىل عــذب‪.‬‬

‫وفيمــا يــي بعــض ادلروس الرئيســية الــي الحظناهــا‬


‫حــى اآلن‪.‬‬
‫ً‬
‫أول‪ ،‬االنتصــارات العظيمــة تقــوم بإعدادنــا لالختبار‬
‫الرائع‪.‬‬
‫شجرة الشفاء ‪39‬‬
‫ً‬
‫ثانيــا‪ ،‬اكنــت بركــة املــاء ُ‬
‫المــر يف برنامــج اهلل؛ وقــد‬
‫اكن دليــه غــرض منهــا؛ وهــو اذلي أحرضهــم إىل شــاطئ‬
‫بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪.‬‬
‫ً‬
‫ثاثلــا‪ ،‬الســؤال ليــس مــا إن كنــا ســنجتاز يف‬
‫االختبــار‪ ،‬وإنمــا فقــط كيــف سنســتجيب لالختبــار‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعــا‪ ،‬ذكرنــا اســتجابتني بديلتــن يف هــذا احلــادث‪،‬‬
‫وهمــا‪ :‬تذمــر الشــعب وصــاة مــوىس؛ ولــم حيصــل‬
‫الشــعب ىلع يشء‪ ،‬بينمــا حصــل مــوىس ىلع اإلجابــة‪.‬‬
‫ً‬
‫خامســا‪ ،‬رد اهلل بــدوره ىلع صــاة اإليمــان الــي‬
‫ملــوىس‪ ،‬بإعــان جديــد عــن نفســه‪ .‬واكن هــذا هــو‬
‫قصــد اهلل‪ :‬فقــد أراد أن حيــر شــعبه إىل هنــاك يلعطيهم‬
‫هــذا اإلعــان األعمــق واألكمــل عــن نفســه‪.‬‬

‫يف اجلــزء الســابق‪ ،‬نظرنــا إىل اجلانــب األول مــن‬


‫‪ 40‬من املرارة إىل الفرح‬

‫اإلعــان‪ ،‬وهــو‪ :‬شــجرة الشــفاء‪ .‬وقــد أرشت إىل أن‬


‫لكمــة "شــجرة" باللغــة العربيــة تُسـ َ‬
‫ـتخدم للشــجرة ســواء‬
‫اكنــت تنمــو أو مقطوعــة‪ .‬ويتــم اســتخدامها لإلشــارة‬
‫إىل العمــود‪ ،‬واملشــنقة؛ كمــا أنهــا تســتخدم لإلشــارة إىل‬
‫الصليــب‪ .‬والشــجرة الــي جعلــت املــاء ُ‬
‫المــر عــذب‪،‬‬
‫لكــم ويل‪ ،‬يه صــورة لصليــب يســوع‪ .‬فعــى الصليــب‪،‬‬
‫صــار يســوع لعنــة‪ .‬ويقــول العهــد القديــم‪ ...« :‬أل َ َّن‬
‫ـن هللاِ‪ ».‬وقــد محــل يســوع اللعنــة لــي‬ ‫ال ُْم َع َّلـ َـق َمل ُْعـ ٌ‬
‫ـون ِمـ َ‬
‫ننــال حنــن الربكــة‪ .‬وقــد رشب يســوع ُ‬
‫المــر لــي نتمتــع‬
‫باحللــو‪ .‬وهــو قــد تألــم ىلع الصليــب لــي ننــال حنــن‬
‫الشــفاء‪ .‬وىلع الصليــب‪ ،‬قوبــل لك احتيــاج بــري بموت‬
‫وذبيحــة يســوع املســيح ابلديــل أو الكفــاري‪ .‬وهــذه يه‬
‫شــجرة الشــفاء ‪ -‬أي اإلعــان عمــا تــم حتقيقــه لــك ويل‬
‫بمــوت يســوع ىلع الشــجرة الــي اكنــت الصليــب‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الرب شافينا‬

‫أريــد أن أنظــر إىل اجلانــب اثلــاين مــن اإلعــان‪،‬‬


‫وهــو‪ :‬الــرب شــافينا‪ .‬فــي لك خــرة روحيــة نتواصــل‬
‫فيهــا مــع اهلل‪ ،‬وعندمــا نســتقبل تســديد اهلل الحتياجاتنا‪،‬‬
‫حنتــاج ً‬
‫دائمــا إىل انلظــر إىل مــا هــو أبعــد مــن تســديد‬
‫هــذا االحتيــاج بــأن ننظــر إىل اهلل اذلي يقــدم نلــا‪ .‬وقــد‬
‫اكن تســديده لالحتيــاج هنــا هــو الشــجرة‪ ،‬بينمــا اكن‬
‫الــرب هــو مــن قدمهــا‪ .‬ولــم يســمح الــرب بلنــو إرسائيل‬
‫بمجــرد تلــي اإلعــان عن الشــجرة‪ ،‬وإنمــا اكن اإلعالن‬
‫عــن الشــجرة قــد أدى إىل اإلعــان عــن الــرب شــافيهم‪.‬‬
‫وســأقتبس مــرة أخــرى لكمــات خــروج ‪:26 - 25 :15‬‬

‫الر ُّب َش َـج َر ًة َفط ََر َح َها ِ ف ي� ال َْم ِاء‬


‫الـر ِّب‪َ .‬فأَ َرا ُه َّ‬
‫َصر َخ [موسـى] ِإ َل َّ‬ ‫«ف َ َ‬
‫يضةً َو ُحك ًْمـا‪َ ،‬و ُه َناكَ ْام َت َح َن ُه‪.‬‬ ‫ـار ال َْما ُء َعذْ بًـا‪ُ .‬ه َناكَ َو َض َع ل َُه ف َِر َ‬
‫ف ََص َ‬
‫‪ 42‬من املرارة إىل الفرح‬

‫الـر ِّب ِإ ِلهـكَ ‪َ ،‬وتَ ْص َن ُـع ال َْح َّـق ِ ف ي�‬ ‫ـت تَ ْس َـم ُع ِل َص ْـو ِت َّ‬ ‫َـال‪«ِ :‬إ ْن ُك ْن َ‬ ‫َفق َ‬
‫يع ف ََرا ِئ ِض ِـه‪ ،‬ف ََم َر ًضا َما ِم َّما‬ ‫َع ْي َن ْي ِـه‪َ ،‬وتَ ْصغَ ـى ِإ َل َو َصايَـا ُه َوتَ ْح َف ُظ َج ِم َ‬
‫ن‬ ‫صيِّ ي ن َ‬
‫ـافيكَ »»‪.‬‬ ‫الر ُّب َش ِ‬‫ـ� ال َ أَ َض ُـع َعل َْيـكَ ‪ .‬ف َِـإ يِّ� أَنَا َّ‬ ‫َو َض ْع ُت ُـه َع َلى ال ِْم ْ ِ‬
‫لــم يكــن اإلعــان انلهــايئ هو إعــان عن تســديد‬
‫االحتيــاج‪ ،‬وإنمــا اإلعــان عــن اذلي يســدد هــذا‬
‫االحتيــاج‪ .‬وهــذا مبــدأ مهــم جـ ً‬
‫ـدا حتتــاج أن تتمســك‬
‫بــه‪ :‬فــل إعــان عــن اهلل‪ ،‬إن كنــا نتبعــه حــى نهايتــه‬
‫املقصــودة‪ ،‬ســيصل بنــا إىل اهلل نفســه‪« .‬أَنَــا الـ َّـر ُّب َشـ ِ‬
‫ـافيكَ »‪.‬‬
‫ُ‬
‫ـافيكَ » يه اللكمــة العربيــة‬ ‫واللكمــة الــي ترتجــم َ‬
‫«شـ ِ‬
‫احلديثــة للطبيــب‪ .‬ويه لــم تتغــر منــذ أكــر مــن ثالثــة‬
‫آالف ســنة وهــذا بالضبــط هــو مــا تعنيــه‪ .‬وحنــن يف‬
‫احتيــاج لفهــم ذلــك‪ .‬فالــرب يريــد أن يكــون هــو‬
‫الطبيــب لشــعبه‪ ،‬أي طبيبهــم املعالــج‪ .‬واكن ذلك اإلعالن‬
‫هــو اذلي اكن اهلل يعــد شــعبه هل عندمــا أحرضهــم إىل‬
‫بركــة املــاء‪ .‬واإلعــان ليــس بالــيء اذلي يمكــن‬
‫الرب شافينا ‪43‬‬

‫للعقــل الطبيــي أن يســتقبله‪ .‬واعدة‪ ،‬جيــب أن نصــل‬


‫إىل نــوع مــن املواقــف الــي حنتــاج فيهــا إىل اإلعــان‪.‬‬

‫منــذ ســنوات كثــرة‪ ،‬كنــت مســتلقيًا ملــدة اعم اكمل‬


‫مرضية لــم يتمكــن األطباء‬ ‫يف املستشــى بســبب حالــة َ‬
‫مــن عالجهــا‪ .‬ويف هــذه احلالــة‪ ،‬ومــن خــال الكتــاب‬
‫املقــدس والــروح القــدس‪ ،‬أعلــن يل الــرب عــن نفســه‬
‫ـافيكَ [طبيبــك‪ ،‬طبيبــك املعــاجل]»‪.‬‬
‫بصفتــه طبيــي‪« .‬أَنَــا الـ َّـر ُّب َشـ ِ‬
‫وهــذا هــو اإلعــان اذلي يــأيت بنــا إيلــه‪.‬‬
‫والشيء اذلي جيب أن نفهمه هـو أن اهلل ال يتغري ً‬
‫أبدا‪.‬‬
‫فهو لم يكن جمرد طبيب لشعبه [يف املايض]‪ ،‬بل إنه طبيب‬
‫شـعبه [اآلن]‪ .‬وتقول ماليخ ‪ ،6 :3‬يف نهايـة العهد القديم‪:‬‬

‫الر ُّب ال َ أَتَغَ ي َّ ُ�»‪.‬‬ ‫أن‬


‫«ل َ يِّ� أَنَا َّ‬

‫فهــو اكن‪ ،‬وهــو يكــون اآلن‪ ،‬وهــو ســيكون‪ :‬وهــو ال‬


‫يتغــر أي هــو شــافينا‪ ،‬وطبيبنــا املعالــج‪.‬‬
‫‪ 44‬من املرارة إىل الفرح‬

‫ثم يف العهد اجلديد‪ ،‬بع� ي ن‬


‫اني� ‪:8 :13‬‬
‫«يسوع الْمسيح هو هو أَمسا والْيوم وإ َل أ‬
‫الَبَ ِد»‪.‬‬ ‫َ ُ ُ َ ِ ُ ُ َ ُ َ ْ ً َ َ ْ َ َِ‬

‫يف الكثــر مــن األحيــان يمكننــا أن نؤمــن بمــا‬


‫يتعلــق باألمــس ويمكننــا أن نؤمــن بمــا يتعلــق بــإىل‬
‫األبــد‪ ،‬ولكــن مــاذا عــن ايلــوم؟ يمكننــا أن نؤمــن أنــه‬
‫حــدث يف الكتــاب املقــدس وســيحدث عندمــا نصل إىل‬
‫الســماء‪ ،‬بينمــا دعونــا ال ننــى‪ :‬إنــه يتعلق بايلــوم ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫فايلــوم‪ ،‬يســوع املســيح هــو هــو كمــا اكن عندمــا اكن‬
‫حييــا باجلســد ىلع األرض‪ .‬وايلــوم‪ ،‬اهلل هو هــو كما اكن يف‬
‫بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ .‬فهــو طبيبنــا املعالــج‪ ،‬طبيبنــا‪ ،‬شــافينا‪.‬‬

‫وتوجــد آيــة واحــدة يف العهــد اجلديــد تصــف‬


‫بشــل خــاص خدمــة يســوع ىلع األرض ويه الــي‬
‫أؤمــن أنهــا تقوهلــا بشــل اكمــل يف آيــة واحــدة أكــر‬
‫مــن أي مــان آخــر أعرفــه‪ .‬إنهــا أعمــال ‪ .38: 10‬وقــد‬
‫اكن بطــرس يتلكــم إىل بيــت كرنيليــوس وهــو يصــف‬
‫الرب شافينا ‪45‬‬

‫خدمــة يســوع ىلع األرض كمــا شــهدها بنفســه‪.‬‬

‫وح‬
‫الــر ِ‬
‫ــح ُه هللاُ ِب ُّ‬
‫ــف َم َس َ‬ ‫ــاصِة ك َْي َ‬
‫ــن ال َّن ِ َ‬
‫َّــذي ِم َ‬‫«‪ ...‬يَ ُســو ُع ال ِ‬
‫يــع‬
‫ــفي َج ِم َ‬
‫ــرا َويَ ْش ِ‬
‫ــع َخ ي ْ ً‬
‫ــال يَ ْص َن ُ‬ ‫َّــذي َج َ‬ ‫ُــد ِس َوا ْلق َّ‬
‫ُــو ِة‪ ،‬ال ِ‬ ‫ا ْلق ُ‬
‫ــه»‪.‬‬ ‫أ‬
‫َان َم َع ُ‬‫يــس‪ ،‬ل َ َّن هللاَ ك َ‬‫ــم ِإبْ ِل ُ‬
‫ال ُْم َت َســل ِِّط َعل َْي ِه ْ‬

‫مــا يباركــي هــو أن دلينــا مجيــع األقانيــم اثلــاث‬


‫مــن الالهــوت األبــدي‪ :‬فقــد مســح اهلل اآلب يســوع‬
‫االبــن بالــروح القــدس‪ .‬ومــاذا اكنــت انلتيجــة؟ اكنــت‬
‫يه الشــفاء‪ ،‬واتلحريــر‪ ،‬واخلــاص‪ ،‬والكمــال لــل‬
‫شــخص تواصــل معــه يســوع‪ .‬ويبــدو يل‪ ،‬إن كنــت‬
‫أســتطيع أن أقــول ذلــك بوقــار‪ ،‬أن هنــاك مــا يشــبه‬
‫الغــرة بــن أقانيــم الالهــوت عندمــا يتعلــق األمــر‬
‫بمباركــة اجلنــس البــري‪ .‬وال أحــد منهــم يريــد‬
‫اســتبعاده مــن ذلــك األمــر‪ .‬فقــد مســح اآلب االبــن‬
‫ً‬
‫مجيعــا يف هــذه اخلدمــة الــي‬ ‫بالــروح لــي يشــركوا‬
‫للرمحــة واخلــاص وأن جيعلــوا انلــاس أصحــاء‪ .‬وهــذا‬
‫‪ 46‬من املرارة إىل الفرح‬

‫هــو اإلعــان عــن طبيعــة اهلل األبديــة‪ .‬وقــد ســمح اهلل‬


‫لشــعبه بالوصــول إىل مــان االحتيــاج عنــد ميــاه مــارة‪،‬‬
‫لــي حيصلــوا ىلع هــذا اإلعــان‪.‬‬

‫وايلــوم‪ ،‬إن كنــت يف موضــع احتيــاج‪ ،‬وإن كنــت‬


‫تشــعر أنــك تواجــه هــذا املــاء ُ‬
‫المــر‪ ،‬أود أن أقــرح‬
‫عليــك أن تتخــذ هــذا املوقــف‪ :‬قــد ســمح اهلل بذلــك‪.‬‬
‫واهلل موجــود يف هــذا‪ .‬وهــو دليــه برنامــج‪ .‬فلــن أتذمــر‪،‬‬
‫بــل ســأصيل‪ .‬ســأنتظر اهلل وسأســمح هل أن يتحــدث مــي‪.‬‬
‫وســأدعه يريــي اإلعــان اذلي يملكــه يل يف هــذه احلالة‪.‬‬

‫وأريــد أن أؤكــد مــرة أخــرى أن الغــرض الاكمــل هلل‬


‫لــم يكــن جمــرد اإلعــان عــن الشــجرة‪ ،‬بــل اإلعــان‬
‫عــن نفســه‪ .‬وأعتقــد أن هــذا جيــب أن يقــال للكثــر‬
‫مــن املســيحيني ايلــوم‪ .‬فليــس يف مقاصــد اهلل نلــا أن‬
‫نتوقــف عنــد جتربــة‪ ،‬أو عقيــدة‪ ،‬أو إعــان‪ ،‬أو بَ َركــة‬
‫معينــة‪ .‬أشــكر اهلل ىلع لك واحــدة مــن تلــك األشــياء‬
‫الرب شافينا ‪47‬‬

‫الــي نناهلــا‪ ،‬بينمــا ال يمكننــا أن نســريح عنــد أي منها‪.‬‬


‫فــل واحــدة منهــم‪ ،‬إىل حــد مــا‪ ،‬غــر مشــخصة إىل حد‬
‫مــا وغــر ثابتــة‪ .‬ومــا حنتاجــه‪ ،‬يف امللجــأ األخــر‪ ،‬هــو‬
‫شــخص‪ .‬ولك عقيــدة‪ ،‬أو إعــان حقيــي ننــاهل ســيقودنا‬
‫ً‬
‫دائمــا يف انلهايــة إىل شــخص اهلل نفســه‪.‬‬

‫وأريــدك أن تتبعــي يف عــدد قليــل مــن فقــرات‬


‫الكتــاب املقــدس مــن العهديــن القديــم واجلديــد الــي‬
‫تــرز هــذا املبــدأ‪ .‬فــي خــروج ‪ 4 :19‬قــال اهلل بلنــو‬
‫إرسائيــل‪:‬‬

‫صيِّـ ي ن َ‬
‫ـ�‪َ .‬وأَنَــا َح َم ْل ُت ُكـ ْـم َعـ َـى‬ ‫«أَنْ ُتـ ْـم َرأَيْ ُتـ ْـم َمــا َص َن ْعـ ُ‬
‫ـت ِبال ِْم ْ ِ‬
‫ـت ِب ُكـ ْـم ِإ َ ي َّل»‪.‬‬ ‫أَ ْج ِن َحـ ِـة ال ُّن ُسـ ِ‬
‫ـور َو ِج ْئـ ُ‬

‫الحــظ أن مقاصــد اهلل اكنــت أن يأيت ببنــو إرسائيل إىل‬


‫نفســه ‪ -‬ليس فقــط للنامــوس‪ ،‬وليس فقط للعهــد‪ ،‬وليس‬
‫فقــط ألرض املوعــد وإنمــا إىل نفســه‪ .‬وهــذه يه مقاصــد‬
‫‪ 48‬من املرارة إىل الفرح‬
‫اهلل ً‬
‫دائمــا‪ .‬ثــم يف املزمــور ‪ 26: 73‬يقــول اكتــب املزمــور‪:‬‬

‫الد ْه ِر»‪.‬‬ ‫ن‬


‫« َقـ ْـد َفـ ِ ي َ ل َْح ِمي َو َقل ِب يْ�‪َ .‬ص ْخـ َـر ُة َقل ِب يْ� َونَ ِصيـ ِب ي‬
‫ـ� هللاُ ِإ َل َّ‬

‫اهلل نصيــي؛ اي ليــس بعــض الــراكت‪ ،‬وليــس‬


‫بعــض اخلــرة‪ ،‬وليــس بعــض اإلعــان‪ .‬اهلل نصيــي‪.‬‬
‫ولــن أقبــل بــأي يشء أقــل مــن اهلل نفســه‪.‬‬

‫إشعياء ‪:٢ :١٢‬‬

‫ـب‪ ،‬أل َ َّن يَــا َه يَ ْهـ َـو َه ُقـ َّـوِ ت ي�‬


‫ص َفأَط َْمـ ِئ ن ُّ َوال َ أَ ْرتَ ِعـ ُ‬
‫«هـ َـوذَا هللاُ َخـا َ ِ ي‬ ‫ُ‬
‫ـار ِ يل َخال َ ًصــا»‪.‬‬ ‫ـ� َو َقـ ْـد َصـ َ‬ ‫ت‬
‫َوتَ ْ ِرن َيمـ ِ ي‬
‫وهــذا إعــان‪ .‬فعندمــا يمكنــك أن تقــول أن الــرب‬
‫خــايص ليــس الكنيســة‪ ،‬وليــس عقيــدة‪ ،‬وال خــرة‪،‬‬
‫وإنمــا الــرب ‪ -‬فهنــاك ســتكون آمنًــا؛ وهنــاك ســتصل‬
‫إىل مــلء اإلعــان‪ .‬فــا تتوقــف عنــد الشــجرة‪ .‬وال‬
‫تتوقــف عنــد اخلــرة‪ .‬فمهمــا اكنــت يه أمــور َ‬
‫مباركــة‪،‬‬
‫انتقــل ً‬
‫دائمــا إىل اإلعــان عــن الــرب نفســه‪.‬‬
‫الرب شافينا ‪49‬‬

‫ثم تلك اللكمات اجلميلة ليسوع يف تم� ‪:28 :11‬‬


‫أ‬
‫يل ال َ ْح َم ِال‪َ ،‬وأَنَا أُ ِر ُ‬
‫يحك ُْم»‪.‬‬ ‫«تَ َعا َلـ ْـوا ِإ َ ي َّل يَا َج ِم َيع ال ُْم ْت َع ِب ي ن َ‬
‫� َوال َّث ِق ِ ي‬

‫وهــذه يه ادلعــوة انلهائيــة‪« .‬تَ َعال ْ‬


‫َــوا ِإ َ ي َّل يَــا َج ِم َ‬
‫يــع‬
‫أ‬
‫ُــم‪ ».‬فــا تتوقــف‬ ‫يحك ْ‬ ‫ــال‪َ ،‬وأَنَــا أُ ِر ُ‬
‫يــى ال َ ْح َم ِ‬ ‫ال ُْم ْت َع ِب ي ن َ‬
‫ــ� َوال َّث ِق ِ ي‬
‫عنــد أي يشء أقــل ممــا أظهــره اهلل يف يســوع نفســه‪.‬‬
‫تعــال إيلــه‪ .‬وهــو ســيعطيك الراحــة‪.‬‬

‫أنــت تــرى‪ ،‬أن قلب اإلنســان يتــوق إىل شــخص‪ .‬وال‬


‫َ‬
‫يمكــن أن يــرىض قلــب اإلنســان بــيء غري مشــخص‪.‬‬
‫ويف انلهايــة‪ ،‬حنــن حنتــاج إىل شــخص‪ ،‬واهلل هــو هــذا‬
‫الشــخص اذلي حيتاجــه لك منــا وجيــب أن نعرفــه ً‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫وبركــة املــاء ُ‬
‫المــر اذلي للحيــاة قــد اســتندت ىلع‬
‫خــرة شــعب اهلل يف الصحــراء عندمــا جــاؤوا إىل بركــة‬
‫ـرا جـ ً‬
‫مــارة ووجــدوا املــاء مـ ً‬
‫ـدا دلرجــة أنــه ال يمكنهــم‬
‫أن يرشبــوا منــه‪ .‬وقــد اقرتحــت عليــك أنــه يوجــد مــاء‬
‫‪ 50‬من املرارة إىل الفرح‬

‫ُمــر يف مــان مــا يف حيــاة لك واحــد منــا تقريبًــا؛ مــان‬


‫لإلحباطــات املريــرة حيــث يوجــد يشء يلمــع ويــيء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جــدا وهــو ليــس يف الواقــع مــا كنــا‬ ‫ويبــدو مجيــا‬
‫نعتقــد أنــه ســيكون عليــه‪.‬‬
‫وبعـض األمثلـة ىلع املـاء ُ‬
‫المـر الشـائع يف ثقافتنـا‬
‫املعارصة ايلوم يه‪ :‬الزواج املكسـور‪ ،‬أو الفشـل اتلجاري‪،‬‬
‫أو االنهيار الصحي‪ ،‬أو اإلحباط مع قائد برشي‪ .‬وقد رأينا‪،‬‬
‫بينمـا كنا ندرس ذلك احلـادث يف تاريخ إرسائيل‪ ،‬أن بركة‬
‫املـاء ُ‬
‫المـر اكنـت يف برنامج اهلل بلنـو إرسائيـل‪ .‬وأنا أؤمن‬
‫ً‬
‫صحيحا يف حياة لك‬ ‫أن الشيء نفسـه يمكن أن يكـون‬
‫واحـد منـا‪ .‬فقد سـمح اهلل نلا أن نـأيت إىل بركة املـاء ُ‬
‫المر‬
‫ألنـه هل هـدف من ذلـك‪ .‬ثم‪ ،‬عندمـا يتحقق هـدف اهلل‪،‬‬
‫يتحـول ُ‬
‫المـر‪ ،‬من خلال لكمـة اهلل اخلارقـة للطبيعة‪ ،‬إىل‬
‫حلـو إن اسـتجبنا بصـورة صحيحـة تلعاملات اهلل‪ .‬فأن‬
‫نسـتجيب بصـورة صحيحة هـو أمر هل األهميـة القصوى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫املوت قبل القيامة‬
‫ُ‬
‫عــر عــن هــذه احلقيقــة‬
‫يف هــذا اجلــزء‪ ،‬ســوف أ ِ‬
‫املهمــة خلربتنــا كمبــدأ شــامل يعمــل يف لك جمــال مــن‬
‫جمــاالت احليــاة‪ .‬ويف الواقــع‪ ،‬أود أن أقــول أن اهلل قــد‬
‫أســس هــذا املبــدأ يف عمليــة الكــون نفســه‪ .‬وتوجــد‬
‫فقرتــان يف ذهــي توضحــان هــذه املبــادئ‪ .‬األوىل‬
‫موجــودة يف العهــد القديــم؛ واثلانيــة‪ ،‬الــي ســننظر إيلهــا‬
‫ً‬
‫الحقــا‪ ،‬توجــد يف العهــد اجلديــد‪.‬‬

‫وجنــد الفقــرة األوىل يف هوشــع ‪ .16 - 14 :2‬وهــذه يه‬


‫الفقــرة انلبويــة الــي أؤمــن أنهــا ســتتحقق يف أيامنــا‬
‫هــذه‪ .‬ويه وعــد اهلل لشــعبه‪ ،‬إرسائيــل‪ ،‬أن يردهــم‬
‫إىل نفســه وإىل الــراكت الــي يملكهــا هلــم‪ .‬وهنــا يف‬
‫هوشــع يصــف اهلل الطريقــة الــي ســيعمل بهــا مــن‬
‫‪ 52‬من املرارة إىل الفرح‬

‫أجــل اســردادهم‪ .‬اقــرأ هــذا بعنايــة ألن‪ ،‬كمــا حيــدث‬


‫يف كثــر مــن األحيــان‪ ،‬الطريقــة الــي يفعــل بهــا اهلل‬
‫األشــياء ليســت يه الطريقــة الــي نتوقــع حنــن أنــه‬
‫ســيفعل بهــا هــذه األشــياء‪ .‬ذللــك جيــب أن نكــون‬
‫متيقظــن وإال ســنفتقد مــا يفعلــه اهلل‪ .‬ويقــول الــرب‪:‬‬

‫«لك ْن هأَنَذَ ا أَتَ َم َّل ُق َها َوأَذ َْه ُب ِب َها ِإ َل ال ب َ ِّْ�يَّ ِة َوأُال َ ِط ُف َها»‪.‬‬
‫ِ‬

‫لكمــة «أَتَ َم َّل ُق َهــا» يه لكمــة اغمضــة إىل حــد مــا‪ .‬فــي‬
‫تتضمــن فكــرة اتلعامــل معنــا بطريقــة أو بأخــرى‬
‫بطريقــة ال نفهمهــا ً‬
‫تمامــا ومــع ذلــك نشــعر باالجنــذاب‪.‬‬

‫ــة‪( »...‬الصحــراء‬ ‫«وأَذ َْه ُ‬


‫ــب ِب َهــا ِإ َل ال ب َ ِّْ�يَّ ِ‬ ‫ويقــول اهلل‪َ :‬‬
‫ليســت اعدة يه مــان للربكــة) «‪َ ...‬وأُال َ ِط ُف َهــا»‪ .‬وحرفيًــا‬
‫باللغــة العربيــة يقــول الــرب‪" ،‬ســأحتدث إىل قلبهــا‪".‬‬
‫وهــذا تعبــر مجيــل جـ ً‬
‫ـدا باللغــة العربيــة‪ .‬إال أنــه‪ ،‬كمــا‬
‫تــرى‪ ،‬ليــس مــن املمكــن ً‬
‫دائمــا أن يتحــدث اهلل إىل‬
‫املوت قبل القيامة ‪53‬‬
‫ً‬
‫قلوبنــا‪ .‬فأحيانــا تكــون قلوبنــا مغلقــة‪ .‬ويف بعــض‬
‫األحيــان ال نســتجيب هل‪ .‬ذلا جيــب ىلع اهلل أن يعمــل يف‬
‫حياتنــا ويســبب املواقــف (مثــل إحضــار شــعب اهلل إىل‬
‫الصحــراء) الــي يمكنــه فيهــا أن يتحــدث إىل قلوبنــا‪.‬‬

‫ثــم هــذا مــا يقــوهل اهلل بمجــرد أن جــذب انتبــاه بنــو‬


‫إرسائيل‪:‬‬

‫ور بَابًــا ِل َّلر َج ِاء‪َ .‬و ِه َي‬


‫ـن ُه َنــاكَ ‪َ ،‬و َو ِادي َع ُخ َ‬ ‫«وأُ ْع ِطي َهــا ك ُُر َ‬
‫وم َهــا ِمـ ْ‬ ‫َ‬
‫ـر»‪.‬‬‫ـن أَ ْر ِض ِمـ ْ َ‬ ‫اهــا‪َ ،‬وك ََيـ ْـو ِم ُص ُع ِود َهــا ِمـ ْ‬‫ـام ِص َب َ‬ ‫تُغَ ـن ِّ ي ُه َنــاكَ َكأَيَّـ ِ‬

‫ــور "املتاعــب"‪.‬‬
‫يف اللغــة العربيــة‪ ،‬تعــي لكمــة َع ُخ َ‬
‫ـور بَابًــا ِل َّلر َجـ ِـاء‪ ».‬وعبــارة «بَابًــا ِل َّلر َجـ ِـاء» بالعربيــة يه‬
‫«و َو ِادي َع ُخـ َ‬
‫َ‬
‫بتــاح تكفــا‪ .‬وهــو اســم إحــدى الضــوايح الرئيســية يف‬
‫تــل أبيــب ايلــوم وهــو مأخــوذ مــن هــذه الفقــرة يف هوشــع‪.‬‬

‫وقــد رأينــا يف وقــت ســابق يف قصــة بركــة املــاء‬


‫‪ 54‬من املرارة إىل الفرح‬
‫ُ‬
‫المــر كيــف غنــت مريــم ومجيــع نســاء بنــو إرسائيــل‬
‫هنــاك ىلع شــواطئ ابلحــر األمحــر‪ .‬ويقــول اهلل‪ ،‬هنــا يف‬
‫«و ِهـ َـي تُغَ ـن ِّ ي [أعطيهــا أن تغــي] ُه َنــاكَ ‪ ».‬وربمــا فقــد‬
‫هوشــع‪َ ،‬‬
‫بعضكــم هــذه األغنيــة‪ .‬ويــاهل مــن أمــر مأســاوي أن‬
‫يفقــد املســييح هــذه األغنيــة‪ .‬فقــد اعتــدت أن يكــون‬
‫دليــك أغنيــة يف قلبــك؛ واعتــدت أن تســبح الــرب‬
‫حبريــة وبشــل تلقــايئ‪ .‬أمــا اآلن فيوجــد ثقــل‪ ،‬ويوجــد‬
‫شــك‪ ،‬أو يوجــد شــعور باإلهمــال‪ .‬ويريــد اهلل أن يعيــد‬
‫لــك أغنيتــك‪.‬‬

‫ـن‬
‫اهــا‪َ ،‬وك ََيـ ْـو ِم ُص ُع ِود َهــا ِمـ ْ‬ ‫«و ِهـ َـي تُغَ ـن ِّ ي ُه َنــاكَ َكأَيَّـ ِ‬
‫ـام ِص َب َ‬ ‫َ‬
‫أَ ْر ِض ِم ْ َ‬
‫ــر»‪.‬‬

‫وعنــد هــذه انلقطــة‪ ،‬نصــل إىل مقاصــد اهلل‪ ،‬أي إىل‬


‫إعالنــه‪ .‬وكمــا هــو احلــال يف بركــة املــاء ُ‬
‫المــر‪ ،‬يوجــد‬
‫إعــان يريــد اهلل أن يمنحــه نلــا عــن نفســه‪.‬‬
‫املوت قبل القيامة ‪55‬‬
‫ن‬ ‫ـول الـ َّـر ُّب‪ ،‬أَنَّـ ِ‬
‫ـك تَ ْد ِعي َنـ ِ ي ‪َ :‬ر ُجـ ِ ي‬
‫ـى‬ ‫ال َْيـ ْـو ِم‪ ،‬يَ ُقـ ُ‬ ‫ـون ِ ف ي� ذ ِلــكَ‬‫«ويَ ُكـ ُ‬
‫َ‬
‫ـى [ســيدي]»‪.‬‬ ‫ن‬
‫بَ ْعـ ُـد بَ ْعـ ِ ي‬ ‫[زوجــي]‪َ ،‬وال َ تَ ْد ِعي َنـ ِ ي‬

‫حبســب العهــد القديــم‪ ،‬اكنــت عالقــة بنــو إرسائيــل‬


‫بالــرب يه عالقــة زواج‪ ،‬إال أنهــم قــد عرفــوه بأنــه‬
‫ً‬
‫ابلعــل‪ ،‬الســيد‪ .‬وقــد اكنــت عالقــة ال تســتند حقــا إىل‬
‫إلــزام القلــب‪ ،‬إىل املحبــة الشــخصية العميقــة‪ .‬إال أن‬
‫اهلل يقــول عندمــا يســردك‪ ،‬لــن تعــود ىلع نفس مســتوى‬
‫اإلعــان‪ ،‬وإنمــا إىل اإلعــان األىلع‪ .‬فلــن تدعــوه فقــط‬
‫ـى [زوجــي]»‪" .‬الــزوج"‬
‫ـى [ســيدي]»‪ ،‬وإنمــا ســتدعوه «ر َُجـ ِ ي‬
‫«بَ ْعـ ِ ي‬
‫ً‬
‫جــدا باللغــة العربيــة‪ .‬ومــا يقــوهل‬ ‫يه لكمــة محيمــة‬
‫اهلل‪ ،‬يف الواقــع‪ ،‬هــو‪" :‬ســأريكم نفــي بنــور جديــد‪.‬‬
‫وســأريكم نفــي بصفــي الشــخص اذلي حيبكــم‬
‫كمــا حيــب الــزوج زوجتــه"‪ .‬وهــذا هــو إعــان املحبــة‬
‫واحلنــان العميــق‪.‬‬
‫‪ 56‬من املرارة إىل الفرح‬

‫اكن هــدف اهلل يف اتلعامــل مــع بنــو إرسائيــل‬


‫هــو إحضارهــم إىل إعــان جديــد عنــه‪ .‬وعندمــا‬
‫أرى يف اتلاريــخ لك حكمــة اهلل وصــره الالمتناهيــن‬
‫الذليــن اســتخدمهما يف اتلعامــل مــع بنــو إرسائيــل (وال‬
‫يــزال يســتخدمهما)‪ ،‬فإنــي أتمتــع بشــجاعة هائلــة يف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جــدا مــع بنــو‬ ‫صبــورا‬ ‫حيــايت اخلاصــة‪ .‬فــإن اكن اهلل‬
‫ً‬
‫صبــورا مــي‪ .‬وحــى‬ ‫إرسائيــل‪ ،‬فيمكنــه أن يكــون‬
‫لــو اضطــررت لذلهــاب إىل وادي املتاعــب‪ ،‬فــإن‬
‫كنــت سأســتمر وأثابــر ‪ -‬أي ال أستســلم‪ ،‬وال أتلفــت‬
‫للخلــف‪ ،‬وال أتذمــر‪ ،‬وال أبــدأ بالشــكوى ‪ -‬فــإن‬
‫وادي املتاعــب ســيصبح يل‪ ،‬كمــا اكن لشــعب اهلل‪ ،‬هــو‬
‫بــاب الرجــاء‪ .‬وهــو ابلــاب اذلي يقــودين إىل إعــان‬
‫جديــد وأعمــق وأكمــل عــن الــرب؛ أي اإلعــان عــن‬
‫حمبتــه ورأفتــه وحنانــه‪ .‬ويف بعــض األحيــان ال يمكننــا‬
‫ً‬
‫حقــا تقديــر الرأفــة واحلنــان إال يف مواســم احلــزن‪.‬‬
‫املوت قبل القيامة ‪57‬‬

‫إن اكن دليــك بركــة مــاء ُمــر‪ ،‬ضــع يف اعتبــارك أنــه‬


‫المــر‪ ،‬ســيعلن اهلل عــن نفســه لــك إن‬ ‫مــن بركــة املــاء ُ‬

‫ســمحت هل باتلحــدث إىل قلبــك‪.‬‬

‫واآلن أريــد أن أوضــح نفــس مبــدأ تعامــل اهلل مــن‬


‫فقــرة يف العهــد اجلديــد‪ .‬فيكتب بولس يف ســياق شــخيص‬
‫للغايــة عــن اخلربات الــي مر بها هــو نفســه؛ ويه خربات‬
‫ً‬
‫جــدا‪ .‬وجنــد هــذه الفقــرة يف ‪ 2‬كورنثــوس ‪:10 - 8 :1‬‬ ‫صعبــة‬

‫ــن ِج َه ِــة ِضيق َِت َنــا‬ ‫ال ْخ َ‬


‫ــو ُة ِم ْ‬ ‫يــد أَ ْن تَ ْج َهلُــوا أَيُّ َهــا ِإ‬ ‫«ف َِإنَّ َنــا ال َ نُ ِر ُ‬
‫ـ� أَ َصابَ ْت َنــا ِ ف ي� أَ ِسـ َّـيا‪ ،‬أَنَّ َنــا تَ َث َّق ْل َنــا ِجـ ًّـدا َفـ ْـو َق الطَّا َقـ ِـة‪َ ،‬حـ ت َّـى أَ ِي ْسـ َنا‬ ‫ت‬
‫ا َّلـ ِ ي‬
‫ف‬
‫ـ� ال َ‬ ‫َان َل َنــا ِ ي� أَنْف ُِسـ َنا ُح ْكـ ُـم ال َْمـ ْـو ِت‪ِ ،‬لـ َ ي ْ‬ ‫ـن ك َ‬ ‫ـاة أَيْ ًضــا‪ِ .‬لكـ ْ‬ ‫ـن ال َْح َيـ ِ‬ ‫ِمـ َ‬
‫أ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ـ� َعـ َـى أَنْف ُِس ـ َنا بَـ ْـل َعـ َـى هللاِ ا َّلـ ِـذي يُ ِقيـ ُـم ال َ ْمـ َـو َ‬ ‫ـون ُم َّت ِك ِلـ ي ن َ‬
‫نَ ُكـ َ‬
‫ـن َمـ ْـو ٍت ِم ْثـ ِـل هــذَ ا‪َ ،‬و ُهـ َـو يُ َن ِّجــي‪ .‬ا َّلـ ِـذي َل َنــا َر َجــا ٌء‬‫ا َّلـ ِـذي نَ َّجانَــا ِمـ ْ‬
‫ِفيـ ِـه أَنَّـ ُـه َسـ ُـي َن ِّجي أَيْ ًضــا ِف َيمــا بَ ْعـ ُـد‪»...‬‬

‫وهنــا نــرى رجــل يتحــدث عــن خــرة شــخصية‪.‬‬


‫‪ 58‬من املرارة إىل الفرح‬

‫َــة‪َ ،‬ح ت َّ‬


‫ــى أَ ِي ْســ َنا‬ ‫َــو َق الطَّاق ِ‬ ‫وقــد قــال‪« :‬أَنَّ َنــا تَ َث َّق ْل َنــا ِج ًّ‬
‫ــدا ف ْ‬
‫ـاة أَيْ ًضــا»‪ .‬فهــل تفــرض أن بولــس اكن خــارج‬ ‫ـن ال َْح َيـ ِ‬
‫ِمـ َ‬
‫مشــيئة اهلل يف هــذه احلالــة؟ ال يوجــد مــا يشــر إىل ذلــك‬
‫أيًــا اكن‪ .‬فهــو اكن يف مشــيئة اهلل الاكملــة؛ واكن يفعــل‬
‫مقاصــد اهلل؛ واكن اهلل يســتخدمه‪ .‬ومــع ذلــك قــد ســمح‬
‫اهلل هل بادلخــول يف وضــع الضغــط هــذا حيــث اكن يبــدو‬
‫أن احليــاة نفســها تقــع حتــت ضغــط للخــروج منــه‪.‬‬

‫فهــل شــعرت مثــل ذلــك مــن قبــل؟ وهــل فكــرت‬


‫ً‬
‫يومــا‪« ،‬ال يمكنــي اختــاذ خطــوة أخــرى‪ .‬وال يمكنــي‬
‫حتمــل أي أوقيــة أخــرى مــن الضغــط‪ .‬يــا إلــي‪ ،‬ملــاذا‬
‫تســمح بذلــك؟» حســنًا‪ ،‬قــد اجتــاز بولــس والعديــد‬
‫مــن خــدام الــرب اآلخريــن قبلــك ويوجــد ســبب هلــذا‪.‬‬
‫ـون ُم َّت ِك ِلـ ي ن َ‬
‫ـ� َعـ َـى‬ ‫وقــد ذكــر بولــس ســبب اهلل‪ِ « :‬لـ َ ي ْ‬
‫ـ� ال َ نَ ُكـ َ‬
‫أ‬
‫ات»‬ ‫أَنْف ُِس ـ َنا بَـ ْـل َعـ َـى هللاِ ا َّلـ ِـذي يُ ِقيـ ُـم ال َ ْمـ َـو َ‬
‫املوت قبل القيامة ‪59‬‬

‫يريــد اهلل أن يقودنــا إىل مــان نصــل فيــه إىل نهايــة‬


‫لك ثقــة بأنفســنا‪ .‬وإىل حيــث نكــون قــد وصلنــا إىل‬
‫احلــد املطلــق ملعرفتنــا‪ ،‬وخربتنــا‪ ،‬وقوتنــا‪ ،‬وقدرتنــا‪.‬‬
‫وقــد دخلنــا يف خــرة املــوت وبعــد ذلــك‪ ،‬ومــن هــذا‬
‫املــوت‪ ،‬يتحــرك اهلل بشــل خــارق يلــأيت بنــا إىل القيامــة‬
‫الــي اكنــت ىلع مســتوى أىلع بكثــر ممــا كنــا نعيــش‬
‫فيــه قبــل أن خنتــر ذلــك املــوت‪ .‬واهلل ً‬
‫دائمــا يقودنــا‬
‫لإلرتفــاع‪ .‬وهــو يقودنــا إىل األمــام‪ ،‬وإنمــا إن اكن ســيأيت‬
‫بنــا إىل القيامــة فيجــب عليــه أن جيعلنــا جنتــاز املــوت‪.‬‬

‫وقــد اختــرت ذلــك يف حيــايت اخلاصــة‪ .‬وأتذكــر‬


‫أنــي رصخــت إىل اهلل مــرة وقلــت‪" ،‬يــا إلــي‪ ،‬ملــاذا ال‬
‫ً‬
‫تبــارك إال األشــياء الــي تمــوت أول ثــم تقيمهــا مــن‬
‫جديــد؟" وقــد شــعرت أن اهلل قــد منحــي هــذه اإلجابــة‬
‫البســيطة‪" :‬ألنــه عندمــا يُســمح يل بإقامــة يشء مــا‪ ،‬أنــا‬
‫أقــوم بإاعدتــه إىل الشــل اذلي أريــده أن يكــون عليه"‪.‬‬
‫‪ 60‬من املرارة إىل الفرح‬

‫ذلا‪ ،‬إن كنــت ســتمر خبــرة املــوت‪ ،‬تذكــر أن‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫جديــدا مــن‬ ‫هنــاك قيامــة‪ .‬وتذكــر أن هنــاك إعالنــا‬
‫اهلل؛ ومعرفــة أعمــق وأكمــل عــن اهلل فقــط إن كنــت‬
‫ستتمســك بــه وتثــق بــه وتؤمــن بــه‪.‬‬
‫نبذة عن الكاتب‬
‫ديريك برنس‬
‫ودل ديريـك برنـس يف اهلنـد لوادليـن إجنلزييين‪.‬‬
‫وتعلـم كـدارس للغـة الالتينيـة وايلونانية فــي جامعيت‬
‫إيتـون واكمربيـدج‪ ،‬بربيطانيـا‪ ،‬حيـث حصـل ىلع زمالـة‬
‫يف الفلسـفة القديمـة واحلديثـة مـن لكيـة كينـج‪ .‬وقـد‬
‫ً‬
‫درس أيضـا العربيـة واآلراميـة‪ ،‬كالهمـا فــي جامعـة‬
‫اكمربيـدج واجلامعة العربية فــي أورشـليم‪ .‬باإلضافة إىل‬
‫ذلـك فهــو يتحدث الكثري مـن اللغات احلديثـة األخرى‪.‬‬

‫أثنــاء تأديتــه للخدمــة العســكرية يف اجليــش‬


‫الربيطــاين خــال احلــرب العامليــة اثلانيــة‪ ،‬بــدأ يف‬
‫دراســة الكتــاب املقــدس واختــر مقابلــة مغــرة للحياة‬
‫مــع املســيح يســوع‪ .‬ووصــل إلســتنتاجني مــن هــذه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املقابلــة‪ :‬أوال أن يســوع املســيح يح‪ ،‬وثانيــا‪ ،‬أن الكتــاب‬
‫‪ 62‬من املرارة إىل الفرح‬

‫املقــدس حقيــي‪ ،‬ومناســب‪ ،‬ومواكــب للعــر‪ .‬وهــذان‬


‫اإلســتنتاجان غــرا مســار حياتــه بالاكمــل‪ .‬فمنــذ ذلــك‬
‫احلــن‪ ،‬كــرس حياتــه دلراســة وتعليــم الكتــاب املقدس‪.‬‬

‫ووصـل برناجمـه اإلذايع «مفاتيـح احليـاة انلاجحـة»‪،‬‬


‫ألكثر مـن نصـف العالـم ويتضمن ترمجـات للغـة العربية‪،‬‬
‫والصينيـة‪ ،‬والكرواتيـة‪ ،‬واملالزييـة‪ ،‬واملنغويلـة‪ ،‬والروسـية‪،‬‬
‫والسـامون‪ ،‬واإلسـبانية واتلونغـا‪ .‬وقـد ألـف أكثر مـن ‪50‬‬
‫ً‬
‫كتابـا‪ ،‬وما يزيد عـن ‪ 500‬تعليم مسـجل و‪ 160‬تعليم مصور‪،‬‬
‫ُ‬
‫وقـد ترجـم ونشر العديـد منهـا بأكثر مـن ‪ 60‬لغة‪.‬‬

‫إن موهبــة ديريــك األساســية يه تفســر الكتــاب‬


‫املقــدس وتعليمــه‪ ،‬بطريقــة واضحــة وبســيطة‪ .‬وقــد‬
‫تســبب توجهــه الالطائــي والالمذهــي يف جعــل‬
‫ً‬
‫تعايلمــه مناســبة تمامــا وتســاعد األشــخاص مــن لك‬
‫اخللفيــات العرقيــة وادلينيــة‬
‫إصدارات أخرى لديريك برنس‬
‫بالعربية‬
‫▪ استقبل وعود للا‪.‬‬ ‫كتب‪:‬‬
‫▪ لماذا تحدث أمور صعبة لشعب للا‬ ‫▪ اسس اإليمان‪.‬‬
‫▪ قدس للرب‬ ‫▪ يخرجون الشياطي‪.‬‬
‫▪ الكفارة‪.‬‬
‫كتيبات‪:‬‬ ‫▪ اإليمان الذي به نحيا‪.‬‬
‫▪ المبادلة اإللهية العظىم‪.‬‬ ‫▪ الحرب ف السماويات‪.‬‬
‫▪ األبوة‪.‬‬ ‫▪ تلبسون قوة‪.‬‬
‫▪ الدواء اإلله‪.‬‬ ‫▪ أزواج وآباء‪.‬‬
‫▪ ررسكاء مدى الحياة‪.‬‬ ‫▪ الدخول اىل محض للا‪.‬‬
‫▪ المصارعة الروحية‪.‬‬ ‫▪ تشكيل التاري خ‪.‬‬
‫▪ الروح القدس فينا‪.‬‬ ‫▪ عهد الزواج‪.‬‬
‫▪ الرفض‪.‬‬ ‫▪ مواجهة األيام األخية‪.‬‬
‫ومت صمتم‪.‬‬‫▪ ى‬ ‫▪ الشكر التسبيح العبادة‪.‬‬
‫▪ فكر للا من نحو المال‪.‬‬ ‫▪ العبور من اللعنة اىل راليكة‪.‬‬
‫▪ هل يحتاج لسانك اىل شفاء؟‬ ‫▪ أرسار المحارب ف الصالة‪.‬‬
‫▪ دراسات شخصية ف الكتاب المقدس‪ ▪ .‬الخالص الكامل‪.‬‬
‫▪ المحبة المرسفة‪.‬‬ ‫▪ القوة الروحية المغية للحياة‪.‬‬
‫▪ الصالة من أجل الحكومة‪.‬‬ ‫▪ ما جمعه للا‪.‬‬
‫▪ مشيئة للا لحياتك‪.‬‬ ‫اليكة أو اللعنة‪ :‬أنت تختار!‬ ‫▪ ر‬
‫▪ أقوى ثالث كلمات‪.‬‬ ‫▪ لنحيا ملح ونور‪.‬‬
‫▪ من المرارة اىل الفرح‪.‬‬ ‫▪ قوة اسمه‪.‬‬
‫▪ ثق ف نعمة للا‪.‬‬ ‫▪ مواهب الروح القدس‪.‬‬
‫‪www.dpmarabic.com‬‬
‫موقع خدمة ديريك برنس‬
‫باللغة العربية‬

‫إذا ملسك الرب من خالل هذا الكتاب شاركنا باختبارك على‪:‬‬


‫‪[email protected]‬‬

‫‪+447477151750‬‬

You might also like